عادي
«إتقان» يقود قاطرة التعليم نحو مخرجات مميّزة

استراتيجيات «الشارقة للتعليم الخاص».. تحولات نوعية في الميدان التربوي

19:49 مساء
قراءة 4 دقائق

الشارقة: «الخليج»

حرصت هيئة الشارقة للتعليم الخاص منذ تأسيسها على إحداث تحولات في منظومة الخدمات التعليمية، بتبني استراتيجية شمولية، وخطط مدروسة، تجمع مختلف شركاء الميدان التربوي، بما ينسجم مع مكانة إمارة الشارقة التعليمية، ويلبي رؤى وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وتضمنت خطط الهيئة واستراتيجيتها التركيز على أطراف الميدان التربوي، بالتزامن مع العمل على المناهج ومراجعة مدى قوتها وملاءمتها للأهداف المرجوة، وبذل الجهود والعمل على تعزيز البيئة التعليمية والأدوات التربوية بهدف الارتقاء بنتائج الطّلبة، وخصوصاً في المواد العربيّة الإلزاميّة، ممثلة في اللّغة العربيّة للنّاطقين بها وبغيرها، والتّربية الإسلاميّة، والتّربيّة الوطنيّة الاجتماعيّة، والتّربيّة الأخلاقية.

وتحقيقاً لأهدافها أطلقت الهيئة مبادرة «العربيّة عن بُعد»، على الرغم من التداعيات التي فرضتها جائحة «كورونا»، كما نظمت الجلسات التّدريبية التّطويرية للقطاع، بإداراته ورؤساء أقسامه ومعلّميه ومعلماته بواقع يوم تدريبي كلّ يوم ثلاثاء أسبوعياً، حيث بلغ عدد الجلسات التّربويّة التي نظمتها الهيئة 16 جلسة رقمية، استفاد منها 7000 مشارك.

وأطلقت مبادرة «بالعربيّة نرتقي» شاملة حزمة من الفعاليات والأنشطة التّي تضمنت التّدريب الميداني، والزيارات الواقعيّة لحصص تّدريسيّة. كما ترجمت ثمرة جهودها بإطلاق برنامج «معلّم وأفتخر» تحت مظلة مشروع صاحب السموّ الشيخ حاكم الشارقة للتوطين في القطاع الخاص، واعتمدت اللائحة التّنظيميّة الخاصة بالبرنامج التّي تعنى بتنظيم عمل الكوادر الوطنيّة من أبناء الإمارة في القطاع الخاص من المعلّمين والمعلّمات من خريجي التّخصصات المختلفة، بالتنسيق مع دائرة الموارد البشرية، حيث برزت ثمرة البرنامج برفد الميدان التعليمي بدفعة من الخريجين والخريجات في تخصصيّ اللّغة العربيّة والتّربية الدينيّة الإسلاميّة الذّين يزاولون مهامهم معلّمين ومعلّمات في المدارس الخاصة في الإمارة.

وأكدت الدكتورة محدّثة الهاشمي، رئيسة الهيئة الشارقة للتعليم الخاص أن الهيئة بإدارة التّحسين المستمر، وبالتّضافر مع إدارات الأقسام، تنظم الفعاليات والأنشطة والمسابقات الدّاعمة للّغة العربيّة، لتعزيز الهُويّة العربيّة عند المتعلّمين من الطّلبة والطّالبات، وتحبيب تعليم هذه اللّغة وتعلّمها، واضعة نصب عينيها أهميّة هذه اللّغة حاضنةً للهويّة والعادات والقيم والحضارة العربيّة الغنية.

جهود متواصلة

وتواصلت جهود الهيئة بتقديم الخبراء التربويون وتوفير التّدريب الميداني في مدارس الإمارة، والتّواصل مع الإدارات ورؤساء الأقسام خلال أسابيع التّطوير والتّنميّة المهنيّة التّي تنظمها إدارة التّحسين المستمر، بواقع 3 أسابيع في كلّ فصل تدريسيّ. كما نظمت عبر مبادرة «بالعربيّة نرتقي» مسابقة «في الخمسين من عزّ بابا سلطان» للفئات التّعليميّة المختلفة، بدءاً بالطّفولة المبكرة بتسجيل فيديو في حبّ والدنا سلطان، وانتهاءً بكتابة مقالة للمرحلة العليا الصّف الثاني عشر في شارقة العلم والثّقافة. وقد شاركت 47 مدرسة في هذه المسابقة.

ونظمت كذلك المُلتقى الدّوليّ الأوّل لمعلّمي العربية بعنوان «العربيّة مستقبلٌ وهُويّة»، برعاية وحضور صاحب السّمو الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمد القاسمي، حيث قدّمت 8 ورش واقعيّة و4 جلسات حواريّة استضافت 16 خبيراً ومتخصّصاً. كما قدّمت 16 ورشة تطبيقيّة تدريبية عبر تقنية الزوم.

وبلغ عدد الحضور الواقعي للملتقى 370 ضيفاً من التربويين الإداريين والمهتمين بتعليم العربيّة والكوادر التّعليمية، و4700 حضور رقمي ممن سجلوا على منصة أكاديميّة الشّارقة للتعليم. كما شاركت 12 دولة، قدّم ممثلوها ورشات تدريبية، وشارك 41 طالباً على هامش الملتقى من 27 مدارسة في «سوق عكاظ»، حيث ألقى الطلبة عدداً من الأبيات الشعرية لعظماء شعراء العرب.

جهود تقود إلى مخرجات نوعية

وتمكنت الهيئة من تحقيق مخرجات نوعية أبرزتها نتائج برنامج «إتقان» في اللّغة العربيّة وموادها في مدارس القطاع الخاص في إمارة الشّارقة، حيث تمكنت من تحقيق نقلة نوعيّة في نتائج مراجعة جودة أداء المدارس في مادة اللّغة العربيّة، التي أظهرت نسبة 97% مستوى مقبولاً أو أفضل بين المدارس، و49% مستوى جيداً أو أفضل ما يجعل من العربية الأكثر تقدماً في الأداء خلال عام 2022-2023، مقارنة بنتائج العربية عام 2018، بنسبة 60% من التّحسن والتطوّر في تعليم هذه المادة للنّاطقين بها.

وأوضحت الدكتورة محدّثة الهاشمي، أن البرنامج يمضي وفقاً للخطط التي وضعتها الهيئة، ومخرجات المراحل السابقة خلال العام الدراسي 2018 /2019، وما حققته من ارتفاع وتقدم لافت خلال العام الجاري 2022/2023، تعكس نجاحه برنامجاً متميزاً قادراً على تطوير جودة الأداء المدرسي، نظراً لمرونته وشموليته وقدرته على حصر الجوانب التي تحتاج إلى التحسين، وتحديد خطط التدخل لتقديم تغذية راجعة هادفة للمدارس.

وأبدت سعادتها بالنتائج التي حققها البرنامج، مثمّنة جهود جميع كوادر وفرق العمل والإدارات المدرسية التي بذلت جهوداً لافتة أسهمت في تحقيق النتائج الإيجابية. مشيرة إلى ضرورة الاستفادة من المكتسبات التي تحققت والبناء عليها، لمواصلة إحراز التقدم والتطور، وصولاً إلى تعليم مستدام في جودته ومخرجاته الأكاديمية، بما يلبي توجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، الداعم الأول للمشهد التعليمي والثقافي في الإمارة.

وبدوره أشاد علي الحوسني، مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص بنتائج البرنامج التي تشير إلى التقدم والتطور المضطرد. موضحاً أن مخرجاته، بوصفه أداةً تطويريةً متميزةً، تدعو إلى الاستمرار في بذل الجهود، حتى تتمكن جميع المدارس الخاصة من تحقيق الأهداف وتجاوز ما يعرف بمواكبة النظم التعليمية الحديثة، ليتحول الميدان التعليمي بمختلف أطرافه في إمارة الشارقة إلى نموذج تعليمي بارز تسعى النظم الأخرى إلى مواكبته والاستفادة من مقدراته وأدواته، نظراً لتميزه وشموليته التي تجمع مختلف أطراف المنظومة التربوية كونهم شركاء في العمل والجهود نحو التطوير والتجويد التعليمي.

تعزيز حضور الطلبة

حرصت الهيئة على تعزيز مشاركة الطّلبة في الفعاليات الدّوليّة التّي تحتضنها إمارة الشّارقة، وعلى رأسها «معرض الشّارقة الدّوليّ للكتاب»، حيث شاركت 75 مدرسة على مدار العاميين الماضيين، وبما مجموعه 420 مشاركة طّلابيّة في فعاليّة «شخصيّة من كتابي المفضل»، والمشاركة في مهرجان الشّارقة القرائي للطّفل الذّي أسهم معلّمو ومعلّمات برنامج «معلّم وأفتخر» بتقديم ورش فيه، أسهمت في تعزيز دور الطّلبة وتحفيزهم على القراءة التّي هي قلب التّعليم والتّعلّم.

وعززت الهيئة آفاق التعاون ووسعت نطاق الشراكات مع المؤسسات المحليّة والاتحاديّة والدّوليّة، وأبرمت اتفاقية تعاون مع المركز التربوي للغة العربيّة لدول الخليج بالشّارقة، فضلاً عن الاجتماعات الدّوريّة التّحضيرية ودعوة القطاع الخاص بكوادره وأسرته التّربويّة، لحضور المؤتمرات المحليّة والاتحادية والدّوليّة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4776aux4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"