الإمارات.. دولة الشباب

00:04 صباحا
قراءة 3 دقائق

احتفلنا يوم أول أمس باليوم العالمي للشباب. سنتجاوز العبارات البديهية والجمل الإنشائية عن رعاية الشباب وأهميتهم ودورهم في التنمية، رغم أهمية تلك العبارات، وسنتجاوز دور الدولة، وأعني هنا دور دولة الإمارات العربية المتحدة، في تقديم الرعاية الشاملة والكاملة للشباب، وهذا التجاوز يعني أن الدولة قامت بواجبها الأمثل في كافة الميادين، التعليم، الرعاية الصحية، توفير فرص العمل، وتهيئة الشباب ليكونوا قادة. ونذكر في هذه الجزئية، القادة، قولاً لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مخاطباً الشباب: «رحلتكم رحلة جيل من أجل وطن.. يتسلح بالعلم ليتسلم الراية، أنتم جيل مهم». وما زلت أذكر كيف خاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الموظفين الشباب في وزارة الخارجية، حين سألهم: «هل أنتم موظفون؟ واستدرك قائلاً: أنتم قادة..». وشرح لهم الفرق بين الموظف والقائد. وتتم ترجمة هذه الاستراتيجية في كل البرامج والخطط المستقبلية، بصفة الشباب المورد المهم لصناعة المستقبل.

وبعد هذا التجاوز الإيجابي الذي تجنبنا فيه تعريف المعرف والتطلع نحو المستقبل، نقول إن الشباب مشاركون رئيسيون في الحفاظ على الإنجاز ومواصلة الابتكار والإبداع للوصول إلى إنجاز آخر، ولا يظنّن الشباب أن الإنجاز والمستقبل هما مسؤولية الدولة، وفي اليوم العالمي للشباب نقول، إن برامج الدولة هي برامجهم واستراتيجياتها هي استراتيجياتهم، وتحديات الدولة في الحاضر والمستقبل هي تحدياتهم؛ لأنهم شركاء فعليّون في الأعمال والنتائج، ومسؤولون بشكل كبير عن أمن المجتمع والدولة: الأمن المجتمعي، والأمن الاقتصادي، والأمن التنموي، والأمن بمعناه العام، الاستقرار والرخاء. فبعد أن وفرت الدولة كل ما يلزم، على الشباب القيام بكل ما يلزم، وأهمّه مواصلة الإحساس بالقيادة، أي بالمسؤولية، أي أن كل ما يحدث أمامهم يعنيهم، وأن يكون كل واحد منهم رقيباً على الحياة العامة والاستقرار والأمن، أي أن يتقدموا بشكل دائم بمبادرات للتطوير والتحسين والتغيير نحو الأجمل، أي أن يواصل الشباب القيام بدور السفير الداخلي والخارجي لبلده، للمحافظة على الصورة الأنقى.

وهنا لا بد من الاعتراف بأن شباب الإمارات قاموا بأدوار إيجابية كثيرة، كالإقبال على التعلّم، وتحصيل الشهادات العليا، والإقبال على التطوع المدني في المؤسسات والوزارات والأنشطة الوطنية والإنسانية، والتطوع العسكري لحماية الوطن وضمان أمنه، والتمسك بالشخصية الوطنية وعناصرها ومميزاتها، والفخر بالانتماء والولاء للدولة والقيادة، وتنفيذ أجندات الدولة ورؤاها.

يقال، إن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها؛ لذلك، تقع على الشباب هذه المسؤولية الجسيمة، ويمكن اختصارها بحشد الطاقات للوصول إلى مجتمع المعرفة، وهو المسؤول عن شكل المستقبل، بكل ما يحمله من معطيات وحيثيات. مجتمع المعرفة يتضمن تطوير المناهج التعليمية، وتنويع مصادر الدخل، ودعم مراكز البحوث وإجراء الدراسات ذات الصلة، ومواصلة الاهتمام بالبرامج الفضائية، ومواصلة اعتناق مبادئ التسامح والوسطية والسلام.

وعلى الصعيد الخارجي، يتضمن مجتمع المعرفة، مواصلة تعزيز العلاقات مع الشعوب الأخرى، واحترام ثقافاتها، والتعاون في تقديم حلول لأزمات عالمية مثل المناخ، ومحاربة الإرهاب، وتقديم العون للمجتمعات المحتاجة.

إن أهم من كل ما سبق هو أهمية الالتزام بالتفكير الاستباقي للشباب، ووضع السيناريوهات ذات الصلة بالأزمات، تصاحبها سيناريوهات الحلول والمواجهة، وجعل هذا التفكير ضمن نسيج التفكير العام، انطلاقاً من المسؤولية المشتركة.

حين نقول الشباب فإننا نعني الجنسين؛ لأن الدولة حققت استراتيجية المساواة بينهما، ويبقى على الشباب تعزيز هذه الرؤية وجعلها ركيزة اجتماعية للمستقبل، لتبقى الإمارات دولة الشباب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ep4jxte

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"