عادي

«مكنز التراث».. خزانة الثقافة الشعبية

19:23 مساء
قراءة 4 دقائق
د. مصطفى جاد

الشارقة: يوسف أبولوز
لا أبالغ إذا ذكرت أن ما أقرؤه لك اليوم، هو كنز معرفي حقيقي لا بد أن يكون في مكتبة كل من له صلة يومية أو غير يومية بالقراءة أو الكتابة أو الثقافة عموماً، هو «مكنز التراث الثقافي غير المادي»، ويحتاج إليه الشاعر والباحث والروائي وكاتب القصة والمؤرخ للثقافات الشعبية والموثق للعادات والتقاليد والحكايات والأسطوريات الشعبية.. كل هذا الجهد العظيم حقاً صدر في ثلاثة مجلدات: المجلد الأول جاء في 415 صفحة، والثاني في قرابة 480 صفحة، والثالث في قرابة 420 صفحة، وكلها صفحات من القطع الكبير، ورأيت لأهمية هذا المكنز أن أعرض للقارئ المتخصص وغير المتخصص الأجزاء الثلاثة على مدى ثلاث قراءات منفصلة لكنها في إطار منهجي واحد.

وضع هذا المكنز مجموعة من الباحثين والعلماء والمفكرين في إطار التراث الشعبي العربي بإشراف الباحث د. مصطفى جاد، وكتب التصدير للمكنز د. عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وقدّم له العلّامة د. محمد الجوهري، وراجعه مجموعة من خبراء التراث في الوطن العربي.

«المكنز» يختلف تماماً عن الموسوعة أو دائرة المعارف أو المعجم، ويقول د. مصطفى جاد: «إن وظيفة ومفهوم «المكنز» كأداة للتوثيق، تختلف كل الاختلاف عن وظيفة ومفهوم الموسوعة أو دائرة المعارف، فالمكنز في شكله المطبوع الذي بين أيدينا، هو أداة تكثيف من أجل تزويد قاعدة البيانات الرقمية بالمادة التراثية».

على أي، المكنز كما رأيته أنا وقرأته وفهمته هو قاعدة معلومات هائلة، تقوم كل صفحة منه على خانة بيانات رقمية تخصصية تهم الباحثين والمتخصصين والخبراء، لكن ما يهمني أو يهم القارئ بالدرجة الأولى هي الشروحات المختصرة المكثفة في خانة المصطلحات والمفاهيم والمفردات المتصلة جذرياً وثقافياً بالتراث الشعبي في العالم العربي، ومن هنا تتجلى أهمية هذا المكنز في أنه يعطيك صورة تاريخية موسّعة للتراث في الوطن العربي، وليس في بلد عربي في حد ذاته، أما الخانة الثالثة، فهي تعرّف بانتماء المفهوم أو المصطلح الشعبي إلى البلد العربي الذي خرج منه هذا المفهوم أو تلك المفردة.

*أهمية

وأهمية هذه الخانة أننا نجد مفاهيم تراثية غير مادية عامة، أي أنها موجودة في العديد من الأقطار العربية، بينما هناك مفردات تراثية غير مادية تعود إلى أقطار عربية بعينها، ولأن المكنز عربي تماماً، فإنه يقدم إلى قارئه خريطة مترامية الأطراف من الموضوعات يسميها المكنز بِ«الواصفات»، ويهمني هنا أن أشير بالتفصيل إلى كل مفردات التراث الشعبي غير المادي في الإمارات، وقبل أن أضيء على المادة التراثية الإماراتية، أعود بالقارئ إلى الكلمة المهمة التي جاءت في مقدمة علمية بقلم د. محمد الجوهري للمكنز، وهو يرى أن الهدف العلمي الأبرز من المكنز، يتمثل في تصنيفه إلى سبعة أقسام: الموضوعات العامة، المعتقدات والمعارف الشعبية، العادات والتقاليد الشعبية، الأدب الشعبي، فنون الأداء الشعبي، الحرف والمهن والأدوات.

سأشير إلى خزانة كبيرة بكل معنى الكلمة تضم مفردات التراث الثقافي غير المادي في دولة الإمارات، وهو كما قلت -وأكرر- تراث مهم خاص بالإعلامي والصحفي، وتحديداً الصحفي الذي يعمل في حقل التراث والثقافة والتاريخ والآثار المادية وغير المادية في المكان الذي يقف عليه.

* تتبع

سأتتبع هذا الكنز الثقافي صفحة بصفحة، وبالطبع، من دون ذكر رقم الصفحة لأن المادة غزيرة جداً، ولكنني أعوّل على ضرورة اقتناء الكتّاب والباحثين والشعراء والأدباء لهذه الأجزاء الثلاثة من المكنز، والتي صدرت عن معهد الشارقة للتراث في عام 2019.

جاءت المادة الأساسية في المكنز على شكل جداول وخانات، والمهم هنا الخانة الثانية التي تحمل المعلومات المكثفة، لكنها على درجة عالية من الأهمية، ولنذهب أولاً إلى الإصدارات الإماراتية ذات الصلة بالتراث الثقافي غير المادي في الإمارات:

1- «مكنز الفولكلور الإماراتي» تجربة إعداد مكنز رقمي للفولكلور الإماراتي من قبل وزارة الثقافة الإماراتية.

2- دراسات في التراث الشعبي لمجتمع الإمارات، الدكتورة موزة غباش، 1998.

3- التراث الشعبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، يوسف عايدابي 2003.

4- موسوعة الأمثال والأقوال الشعبية، راشد أحمد المزروعي، 2016.

5- معجم الألفاظ العامية، فالح حنظل.

6- معجم ألفاظ لهجة الإمارات وتأصيلها، عبدالفتاح الجموز، فايز القيسي، شيخة الجابري، 2008.

7- مجلة تراث، مجلة الراوي، مجلة تراثنا، مجلة الموروث، مجلة التراثية، مجلة التراث المعنوي، مجلة آفاق وتراث، مجلة الظفرة، مجلة النخيل، مجلة مراود.. ويلاحظ هنا أن الإمارات تأتي على رأس البلدان العربية «الأولى» في عدد إصدارات المجلات ذات الصلة بالتراث، أسبوعية أو فصلية، وبمادة متخصصة.

8- مؤسسات التراث الشعبي في الإمارات: إدارة التراث، دائرة الثقافة والإعلام «الشارقة» ندوة الثقافة والعلوم 1987، مركز زايد للتراث والتاريخ 1998، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث 1988، هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة 2005، مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث 2013، مركز التراث العربي 2015. يشار هنا إلى أهمية المكنز من حيث إنه أشار بدقة إلى العام الذي تأسست فيه كل دائرة أو جهة ثقافية إماراتية.

9- فرق الفنون الشعبية والمتاحف: فرقة أبوظبي للفنون الشعبية وتأسست في عام 2008، جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، بيت الموروث الشعبي وهو أحد المراكز البحثية لإدارة التراث في دائرة الثقافة في الشارقة. وبيت النابودة وهو أول متحف في الإمارات يختص بعرض نماذج من التراث الشعبي الإماراتي، ومتحف الحلي التقليدية «الشارقة»، ومتحف الطب الشعبي «الشارقة»، ومتحف الأزياء والزينة «الشارقة»، ومتحف أم القيوين 1969، ومتحف دبي 1971، ومتحف العين الوطني 1971، ومتحف عجمان 1987، ومتحف الفجيرة 1991، والمتحف الإثنوجرافي 2015، وبيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي وتأسس في الفترة ما بين 1890-1898، بيت الشيخ سعيد وتأسس في عام 1896.

10- مركز الحرف الإماراتية، وتأسس في عام 2015، ويتبع معهد الشارقة للتراث، ومعهد الشارقة للتراث، وتأسس في عام 2014.

كما نلاحظ، فإن هناك جانباً تاريخياً وأرشيفياً، إضافة إلى تعريف المفاهيم والمصطلحات الواردة في كل مفردات التراث الثقافي غير المادي في العالم العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3bred2a5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"