عادي

«إف-16» أم «إس-400».. لمن الغلبة في سماء أوكرانيا؟

00:28 صباحا
قراءة 7 دقائق
لمن الغلبة في السماء الاوكرانية؟

الشارقة - «الخليج»

بمجرد أن أعطت الولايات المتحدة الأمريكية الضوء الأخضر لكل من هولندا والدنمارك، لإرسال أسراب طائرات «إف - 16» إلى حليفتهم أوكرانيا، الدولة الواقعة في شرق أوروبا، والتي تخوض حرباً ضارية مع جارتها روسيا، دخل الصراع بين موسكو وكيييف طوراً جديداً يسعى فيه كلا الجانبين للهيمنة على سماء منطقة النزاع، حيث يؤكد محللون عسكريون بشدة، أن القوة الجوية بوسعها أن تحسم أي حرب. فما هي فرصة «إف-16» أمام إس 400 الروسية؟

منذ أن استعرت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، تدعو كييف بلا كلل حلفاءها الغربيين إلى تزويدها بطائرات مقاتلة لتطوير هجماتها ضد موسكو، لاسيما هجومها المضاد الأخير الذي يواجه عراقيل وعثرات عديدة بسبب صلابة الدفاعات الروسية، حسب ما أقرت كييف نفسها في عدة مناسبات، ولدى الولايات المتحدة قواعد صارمة بشأن إعادة بيع أو نقل المعدات العسكرية الأمريكية إلى دولة ثالثة.

وبعد انتظار أوكراني طويل لمثل ذلك القرار، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قاعدة سلاح الجو الهولندي في إيندهوفن في جنوب البلاد، الأحد، أن بلاده قررت إرسال مقاتلات «إف-16» إلى أوكرانيا، فيما أكدت الدنمارك التزامها مع هولندا بتزويد كييف بالمقاتلات بمجرد تلبية الشروط اللازمة.

ضوء أخضر أمريكي

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت الجمعة، أنها منحت كلاً من الدنمارك وهولندا الضوء الأخضر لإرسال مقاتلات أمريكية من طراز «إف-16» إلى أوكرانيا بعد أن ينهي الطيارون الأوكرانيون تدريبهم على استخدامها.

وأكدت أنها أرسلت إلى هولندا والدنمارك ضمانات «رسمية» بهذا الصدد، وأضافت: «بهذه الطريقة، ستكون أوكرانيا قادرة على الاستفادة الكاملة من قدراتها الجديدة فور إنهاء المجموعة الأولى من الطيارين تدريبهم، ستسهم طائرات «إف-16» في قدرات أوكرانيا الدفاعية والردعية».

الصورة

إصرار أوكراني على «إف-16»

ومع عدم اقتراب الحرب من نهايتها، أصبحت «أف 16» أحدث سلاح متطور تقول أوكرانيا وبعض مؤيديها، إنها بحاجة إلى استخدامها لإبعاد روسيا، سواء في الصراع الحالي أو لسنوات مقبلة، خصوصاً أن الطائرة تتمتع بقدرات هجومية ودفاعية ضخمة، ولهذا يمكن استخدامها لصد وابل الصواريخ الروسية المتكرر الذي يستنفد أنظمة الإطلاق الأرضية الحالية في كييف، بينما يمكن إطلاق طائرات «إف-16» في غضون دقائق، وتجهيزها لإسقاط الصواريخ القادمة، ومواجهة المقاتلات المعادية.

ويعتقد مسؤولون من حلفاء أوكرانيا، أن مقاتلات «إف-16» يمكن أن تردع القوات الجوية الروسية المتفوقة بشكل كبير من مهاجمة أوكرانيا في المستقبل.

ويرى عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق وسفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو، الفريق المتقاعد دوغ لوت، أن مقاتلات «إف-16»، يمكن أن توفر دعماً جوياً وثيقاً للقوات البرية الأوكرانية، وسيكون ذلك مهماً للغاية، نظراً للهجوم الذي تشنه أوكرانيا هذا العام والعام المقبل.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في مايو المنصرم، إنها تحتاج فقط إلى 48 مقاتلة «إف-16» لهزيمة روسيا.

وفي السياق ذاته، قال يوري إهنات، المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، إن كييف، لديها آمال كبيرة على هذه الطائرة بأن تصبح جزءاً من منظومة دفاعنا الجوي، لحمايتها من الصواريخ والطائرات المسيّرة الروسية.

الصورة

قدرات «إف-16» القتالية

وتعد طائرة «إف-16» من أكثر المقاتلات طلباً حول العالم وتستخدمها قرابة 25 دولة، وصنعت شركة جنرال دايناميكس الأمريكية النموذج الأول بهذه الطائرة منها في سبعينيات القرن الماضي لصالح سلاح الجو الأمريكي، حيث دخلت الخدمة عام 1978، وتتميز هذه المقاتلة بخفة وزنها وصغر حجمها، وقدراتها القتالية العالية على المناورة هجومياً ودفاعياً.

وتستطيع هذه الطائرة تحديد أهدافها في جميع الظروف الجوية، واكتشاف الطائرات التي تحلّق على ارتفاعات منخفضة، كما تستطيع الطيران على ارتفاعات منخفضة لتفادي الرادارات الأرضية.

ويمكن استخدامها في هجمات مضادة ودعم جوي قريب المدى، إضافة إلى مهام المراقبة الجوية، وهي مزودة بنظام تسليح جيد ومنظومة إلكترونية للدفاع.

وتصل سرعتها القصوى إلى نحو 2420 كيلومتراً في الساعة، وبإمكانها حمل 6 صواريخ.

وتتيح المقاتلة مجال رؤية خالياً من العوائق في اتجاهي الأمام والأعلى، وبعد إدخال تحديثات عليها تحسن مجال رؤية الطيار للجوانب والخلف.

كما تحتوي على أنظمة تحديد مواقع عالمية محسنة ونظام ملاحة عالي الدقة، وتقدم أجهزة الحاسوب على متنها معلومات توجيه للطيارين، ولديها إجراءات مضادة يمكن استخدامها لصد التهديدات الإلكترونية.

وتتميز إف-16 أيضاً بقوة راداراتها وقدرتها الفائقة على تحديد الأهداف على الأرض.

ويبلغ طول الطائرة نحو 15 متراً، والمسافة بين الجناحين نحو 10 أمتار، بينما يبلغ ارتفاعها نحو 6 أمتار.

أما وزن الطائرة عند إقلاعها بعتادها الحربي فيتجاوز 21 طناً، بينما يبلغ وزنها وهي فارغة أكثر من 9 أطنان.

الصورة

«ستحدث خيبة أمل في أوكرانيا»

وعلى الرغم من كل تلك الإمكانات التي تتمتع بها المقاتلة الأمريكية، فإن الجنرال في القوات الجوية الأمريكية، جيمس هيكر، يرى أن أولئك الذين يتوقعون أن تمسك القوات الأوكرانية بزمام الأمور في ساحة المعركة بعد استلام مقاتلات «إف-16» سيصابون بخيبة أمل.

وذكر: «إن المشكلة أنه لا يمكنك الاقتراب لدرجة كافية بطائرة «إف-16»؛ لأنها تسقط بواسطة أحد صواريخ أرض جو»، والقوات الروسية سوف تتكيف مع ظهور الطائرات المقاتلة، وستكون قادرة على قتالهم.

وتابع هيكر لصحيفة «بيزنس إنسايدر»: «تدريب الطيارين الأوكرانيين سيستغرق عاماً على الأقل، لذلك لن ترى القوات المسلحة الأوكرانية المقاتلات لفترة طويلة».

وبدد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، مارك ميلي على ما يبدو «بالحلم الأوكراني»، حيث قال للصحفيين في البنتاغون: إن «إف-16» لن تكون سلاحاً سحرياً، تقلب المعادلات في ساحات المعارك الروسية الأوكرانية، موضحاً أن لدى الروس 1000 مقاتلة من الجيل الرابع.

كما أضاف قائلاً: «إذا كنت ستنافس روسيا في الجو، فستحتاج إلى قدر كبير من مقاتلات الجيلين الرابع والخامس، لذلك إذا نظرت إلى منحنى الكلفة وقمت بالتحليل، فإن الشيء الأكثر منطقية هو بالضبط ما فعلناه، وهو توفير قدر كبير من الدفاعات الجوية المتكاملة لتغطية ساحة المعركة وحرمان الروس من المجال الجوي»، وفق ما نقلت «بوليتيكو».

روسيا: إف-16 تمثل تهديداً نووياً

وحذرت روسيا مراراً من خطوة كانت تتوقعها لمد أوكرانيا بهذا النوع من المقاتلات التي فيها تهديداً نوورياً، حيث أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال في مقابلة مع صحيفة «لينتا.رو» الإلكترونية من أن طائرات أف-16 المقاتلة التي ستسلم لأوكرانيا ستعتبرها موسكو تهديداً «نووياً».

وأكد لافروف للصحيفة «سنعتبر مجرد امتلاك القوات الأوكرانية أنظمة مماثلة تهديداً من الغرب في المجال النووي».

وأضاف: «لا يمكن أن تتجاهل روسيا قدرة هذه الطائرات على حمل أسلحة نووية»، مشيرا إلى أن موسكو حذرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا.

لا فرصة أمام دفاعات أوكرانيا

وتمتلك روسيا منظومات دفاعية فائقة، يرى الخبير العسكري والعقيد الأمريكي المتقاعد دانيال ديفيس أنها ستتمكن من تدمير الطائرات الأمريكية المرسلة إلى أوكرانيا في طريقة تشبه السيناريو الذي دمرت فيه تلك الدفاعات الطائرات الأوكرانية من طراز «ميغ-29».

وقال الخبير في لقاء له على قناة يوتيوب للقاضي أندريو نابوليتانو: «إن طائرة (إف-16) ليست طائرة خفية، ويمكن رؤيتها، وهي معرضة بشدة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية (إس-300) و(إس-400)، ولهجوم طائرات (ميغ-31) و(سو-35) الروسية».

وأشار إلى أن المقاتلة الأمريكية، في حالة نقلها من قبل دول غربية إلى أوكرانيا، لن يمكنها إلا حماية المجال الجوي فوق العاصمة الأوكرانية كييف فقط، لكنها ستدمر إذا ما تم استخدامها في الخطوط الأمامية أو في الهجوم المضاد.

الصورة

إس 400 وقدرات خيالية

وخلال حرب أوكرانيا سطع نجم منظومة الصواريخ «إس- 400 تريومف» الروسية، التي تصفها التقارير العسكرية من بين الأفضل في تاريخ صناعة الصواريخ.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت في فبراير الماضي، نشر منظومات الدفاع الجوي «إس-400» في بيلاروسيا، الدولة الحليفة لموسكو، قبل بدء العملية العسكرية في الجارة أوكرانيا.

وضمن نماذج نجاحات المنظومة في الحرب الحالية أعلنت موسكو أن «إس-400»، نجحت في اعتراض صاروخين باليستيين من طراز «توشكا» فوق سماء بيلغورود جنوب روسيا تم إطلاقهما من أوكرانيا، كما اعترضت صاروخاً آخر أطلقه الجيش الأوكراني فوق مدينة خاركيف الأوكرانية.

وتعد «إس- 400 ‏» منظومة متنقلة للدفاع الجوي قادرة على كشف الأهداف الجوية على بعد 600 كيلومتر، والتصدي ل80 هدفاً في وقت واحد عن طريق توجيه صاروخي أرض- جو لكل هدف.

وتستهدف تلك المنظومة الدفاعية، جميع أنواع الطائرات الحربية، ومنها الشبحية والطائرات بدون طيار، والصواريخ البالستية والموجهة والصواريخ متوسطة المدى، حيث تمتلك أنواعاً مختلفة من الصواريخ، كل منها يمكنه التصدي لنوع مختلف من الأهداف الجوية.

كما تستطيع الاشتباك مع الطائرات وتدميرها في مدى يبدأ من 2.5 كيلومتر حتى 380 كيلومتراً، إضافة إلى قدرتها على تدمير الطائرات أثناء تحليقها على ارتفاعات تبدأ من 10 أمتار حتى 30 كيلومتراً.

ولديها القدرة أيضاً على تدمير الصواريخ البالستية في نطاق من 5 إلى 60 كيلومتراً، فيما تدمرها على ارتفاعات تتراوح بين 2 و25 كيلومتراً.

الصورة

وتنطلق صواريخ «إس - 400» بسرعة تصل إلى 4800 متر في الثانية، وتعد الأكثر تطوراً، وتتفوق على نظيرتها الأمريكية «باتريوت» في نواحٍ كثيرة، وفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية.

ويقول سيرغي دروزين، نائب رئيس مجمع «ألماز أنتيه» لوسائل الدفاع الجوي الروسي: «إن مدى تلك المنظومة يصل إلى 400 كيلومتر، وتستطيع اعتراض أهداف سريعة ما يطير بسرعة 15 ماخ أو 4800 متر في الثانية».

كما أن لديها قدرة على اكتشاف الأهداف بسبب إمكانية التعامل مع الرادار الخارجي القادر على رفع الهوائي فوق الغابة، كما تنطلق بشكل عمودي ثم تتجه إلى أي جهة تريد.

ويتكون نظام «إس-400» الصاروخي، من رادار بعيد المدى يلاحق الأهداف وينقل المعلومات إلى مركز القيادة، إضافة إلى مركز لتحديد الأهداف وعربة القيادة التي تعطي الأوامر بإطلاق الصواريخ.

الصورة

ويقول الخبراء العسكريون، إن هذه المنظومة من بين الأفضل في تاريخ صناعة الصواريخ، حيث تستخدم 4 صواريخ مختلفة المدى لتغطية نطاق عملياتها تشمل:

صاروخ 40 N6 بمدى 400 كليومتر للأهداف بعيدة المدى، وصاروخ 48N6 بمدى 250 كيلومتراً، للأهداف طويلة المدى، وصاروخ 9M96E2 بمدى 120 كليومتراً للأهداف متوسطة المدى، وصاروخ 9M96E بمدى 40 كليومتراً، للأهداف قصيرة المدى.

وتلك الصواريخ يمكن حملها معاً على ظهر شاحنة نقل وإطلاق واحدة، مع مراعاة أن يتوافق ذلك مع بيئة التهديد المحيطة، كما تعد من أقوى الأسلحة المستخدمة في الدفاع الجوي على مستوى العالم، وتصفها التقارير العسكرية بالأكثر تطوراً في العالم.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ahmrz6zb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"