عادي

سيراً على الأقدام.. سودانيون يروون معاناة الفرار من دارفور إلى تشاد

15:04 مساء
قراءة 3 دقائق
سيراً على الأقدام.. سودانيون يروون معاناة الفرار من دارفور إلى تشاد

أدري - أ ف ب

بعدما لازموا منازلهم لأسابيع، فر لاجئون سودانيون من إقليم دارفور في السودان سيراً على الأقدام إلى تشاد المجاورة حاملين أطفالهم على ظهورهم سعياً إلى الأمان.

ويأوي مركز أورا لاستقبال اللاجئين بمدينة أدري شرقي تشاد، عند حدود إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان، آلاف اللاجئين في خيم من القماش مقدمة من منظمات ومجموعات الإغاثة الدولية.

وتدور حرب على السلطة في السودان منذ 15 نيسان/إبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وأسفرت حتى الآن عن مقتل نحو 5 آلاف شخص ونزوح أكثر من أربعة ملايين سواء داخل البلاد أو خارجها.

وربطت الشابة السودانية حواء موسى طفلها الصغير إلى ظهرها وأمسكت بيد طفلها الآخر، وانطلقت تحت جنح الظلام للفرار من ولاية غرب دارفور إحدى بؤر الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من أربعة أشهر، متوجهة إلى الحدود التشادية.

وتمكنت حواء موسى البالغة 30 عاماً من الهرب في حزيران/يونيو، وهي من بين نحو 430 ألف شخص نزحوا من غرب السودان إلى تشاد.

وتجلس حواء موسى على الأرضية الترابية للخيمة تضم طفلها الصغير إليها، وتروي لوكالة «فرانس برس» فرارها قائلة: «كنت حاملاً آنذاك».

وأضافت: «ربطت ابني الأصغر إلى ظهري وأمسكت بيد الأكبر»، وكان القتال مستعراً يومها في الولاية، فيما اغتيل والي غرب دارفور.

وتفيد مجموعات حقوقية وشهود فرّوا من دارفور، بأن الإقليم، شهد مجازر ارتُكبت في حق مدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها، خصوصاً قوات الدعم السريع وميليشيات قبلية عربية متحالفة معها.

  • - 35 كيلومتراً من السير

قبل اندلاع الحرب في السودان في 15 نيسان/إبريل كان ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليوناً يقيمون في إقليم دارفور، الإقليم الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا.

ووفر معظم لاجئي أورا من الجنينة عاصمة غرب دارفور، حيث تقدر الأمم المتحدة مقتل أكثر من ألف شخص خلال أيام قليلة جراء هجمات ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.

وربما تكون هذه الحصيلة أعلى بكثير؛ إذ يصعب توثيقها أو التأكد منها نتيجة قطع خدمات الاتصالات والإنترنت.

إلى ذلك، تحدثت منظمات إغاثة عن انتشار جثث في الشوارع وتحللها بسبب حرارة الطقس المرتفعة سواء في العاصمة أو في دارفور.

ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش مطلع الشهر الحالي، مجلس الأمن الدولي إلى حث الأمم المتحدة على عدم الوقوف موقف المتفرج فيما «تُسوى بالأرض مدن دارفور واحدة تلو الأخرى».

وتروي السودانية سعاد إبراهيم (41 عاماً) باكية معاناة أسرتها حينما قررت الفرار من الجنينة سيراً على الأقدام حتى أدري في تشاد.

وتقول لوكالة «فرانس برس»: «تجولنا حفاة حول الجنينة لمدة سبعة أيام.. وعلى الرغم من إطلاعنا على طريق للخروج، أصيب أربعة منا».

وتؤكد سعاد إبراهيم، التي كانت في شهور حملها الأخيرة: «لم يكن لدينا ماء ولا طعام، واضطررت إلى حمل طفلي البالغ من العمر أربع سنوات على ظهري وتبعتني ابنتي ذات الأعوام الستة»، لمسافة 35 كيلومتراً.

  • - رصاصة في ساقها

هذه الرحلة من دارفور إلى تشاد محفوفة بالمخاطر خصوصاً على النساء؛ إذ يخشين العنف الجنسي إلى جانب الرصاص الطائش، مع انتشار تلك الممارسات في السودان منذ عقود.

ويقول السوداني آدم هارون البالغ من العمر 39 عاماً، المنضم حديثاً إلى أسرته في مخيم النازحين بتشاد: «زوجتي وأطفالي غادروا قبلي إلى تشاد».

ويضيف لوكالة «فرانس برس»: «هاجمهم الجنجويد وهم في الطريق.. وأصيبت زوجتي برصاصة في ساقها»، لافتاً إلى أن إحدى مجموعات الإغاثة تقدم لها الرعاية الطبية حالياً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mv4byxet

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"