عادي

السيادة الفردية وتأزّم الرابط الاجتماعي

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين
غلاف

صدر كتاب «الرابط الاجتماعيّ» بنسخته العربيّة عن مؤسّسة الفكر العربيّ، في إطار برنامجها «حضارة واحدة»، وقد تولّى ترجمته نصير مروّة. والكتاب الذي نُشِر سابقاً ضمن سلسلة «ماذا أعرف؟» عن دار النشر الفرنسيّة هومينسيس في العام 2018 هو من تأليف المفكّر الفرنسي سيرج بوغام.

ما زالت مسألة الرّابِط الاجتماعيّ تحتلّ منزلةً رئيسية في عِلم الاجتماع، وهي لا تنفكّ تتعزّز في ظلّ ما يعتري المجتمع الحديث جرّاء تحلّل الروابط الاجتماعيّة. وقد انشغل السوسيولوجيّون، منذ المؤسّس الأوّل إميل دوركهايم، بالتساؤل حول ماهيّة هذه الروابط، وماهيّة الجماعة والمجتمع، وكيف حدث أنه أصبح في كلّ «أنا» فرديّة، ما يربطها بالآخر ويُولِّد «نحنُ» اجتماعيّة.

إنّ تأزّم الرابط الاجتماعيّ في ظلّ السيادة التامّة للفرديّة هو موضوع بحث وتحقيق كتاب «الرابط الاجتماعيّ» حيث يحاول المؤلِّف، في فصول الكِتاب الخمسة، شرح وتصنيف الروابط الاجتماعيّة، والإضاءة على الهشاشة التي يُمكِن أن تطرأ عليها، مقترحاً أساليب تداركها من أجل التصدّي بفاعليّةٍ أكبر للتحدّيات المُعاصِرة التي تُواجِه التضامُن الإنسانيّ. وفي معرض تشريحه لمفهوم الرابط الاجتماعيّ الذي يخضع لشروط التغيُّر الاجتماعيّ، يعرض الكاتب المقاربات المتفاوتة لهذه المسألة، بدءاً بآراء دوركهايم وماكس فيبر وصولاً إلى تونيز وغيرهم.

وتنطوي معالجة بوغام لسؤال: «كيف حصل انتقال البشر من حال الطبيعة إلى حال الاجتماع والمجتمع؟» في عودةٍ إلى جواب القرن الثامن عشر الذي يفيد بأنّ عقْداً اجتماعيّاً أوّليّاً هو الذي جعل «الآخر» يصير «نحنُ»، وهذا العقد هو الذي أوجَد المُجتمع (جان جاك روسّو). إلّا أنّ المؤلِّف يتّفق مع دوركهايم باعتبار أنّه «ليس كلُّ ما في العقْد تعاقُدِيّاً»، نظراً إلى علاقة الترابُط والارتهان المُتبادَل التي تربط كلَّ فرد بالآخرين، وما ينجم عنها من تضامنٍ يفرض نفسه على الفرد في مُختلف مَراحِل اكتسابه الكينونة الاجتماعيّة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdhtwkej

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"