مسلسل المدارس الخاصة

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين

للمدارس الخاصة طقوس وفنون، لا أحد يمكنه حصرها، كون لكل مدرسة إدارة ومبانٍ وهيئة منفصلة، وليس لها جميعاً مظلة جامعة، باستثناء الجانب التشريعي والرقابي، الذي تقوم به الهيئات المعنية بتنظيم شؤونها والتي غالباً ما يقتصر دورها على تقنين زيادة رسومها.

بعض المدارس الخاصة ورغم مضي أسبوعين على انطلاق العام الدراسي ما زالت - بحسب بعض الأهالي- لم تسلّم الطلبة جميع الكتب والزي المدرسي.

بالتأكيد لن يكون سبب التأخير أن المدارس تفاجأت بموعد بدء العام الدراسي، لأن هذه التواريخ والمواعيد معروفة سلفاً منذ العام الماضي، ولكن المشكلة بحسب قول بعض الأهالي تكمن في أن هذه المدارس تعاقدت مؤخراً مع محال الخياطة لتوفير الزي المدرسي، وتنتظر تحصيل دفعاتها الأولى من ذوي الطلبة لسداد أثمان الأزياء.

مسألة مقايضة تعليم الطلبة، بالرسوم أو بالأمور المالية الواجب على الأهل دفعها، غير مقبولة تماماً، فكما للمدارس حقوقها المالية، فإن للطلبة حقوقهم التعليمية، وأولياء الأمور حرّروا شيكات بالمبالغ المطلوبة منهم قبل انطلاق الدراسة، وعليه كان حريّاً بالمدارس الوفاء بالتزاماتها مع بدء أول يوم دراسي.

الشكوى الأخرى التي لم يعد الأهالي يملّون منها، مسألة النقل المدرسي، فهي قضية قديمة متجددة في كل عام، وما زاد حضورها هذا العام على طاولة البحث والنقاش لدى الكثير من الأهالي، أن بعض المدارس رفعت أجرة نقل الطالب الواحد بنحو 20 % دون سابق إنذار.

ارتفاع كلفة النقل مردّه حسب الجهات المعنية عنه، ارتفاع أسعار النفط، وهذا المبرر غير حقيقي لأن أسعار النفط لم ترتفع بهذا القدر حتى تتخذه إدارات المدارس مبرراً لهذا الإجراء.

ارتفاع النقل المدرسي، أدى إلى بروز ظواهر جديدة في المجتمع، وهي «كار لفت»، حيث بدأ الكثير من الأهالي باستئجار سيارات لنقل أولادهم إلى المدارس بدل الحافلات الكبيرة التي تأخذ وقتاً طويلاً في عملية جمع الطلبة سواء في الصباح الباكر الذي يبدأ مع أذان الفجر، أو خلال رحلة العودة، لأن في مسألة «الكار لفت» بحسب الأهالي توفير ساعة في رحلة الذهاب ومثلها في العودة، فضلاً عن رخص ثمنها مقارنة بالنقل المدرسي.

إلى جانب ذلك، فإن «الكار لفت» أصبح بديلاً يتخذه الكثير من الأُسر التي لديها ظروف معينة، إذ إن الكثير من أولياء الأمور لديهم قدرة في نقل أبنائهم إلى المدرسة في وقت الصباح، وهم ذاهبون إلى أعمالهم، بيد أنهم يحتاجون لأحد يقلّهم في مشوار العودة، وعند محاولة التفاهم على مسألة نقل الطالب برحلة العودة فقط، تفاجأ الكثير من الأهالي بأن أجرة الباص واحدة، وترفض إدارات المدارس أن تقسمها على اثنين رغم أن الطالب سيستخدم الباص في رحلة واحدة.

قضايا الطلبة والنقل والمدارس الخاصة، لا تنتهي، وهي تحتاج إلى تضافر الجميع لتكون مريحة للجميع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2edtvf2u

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"