محو الأمية

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

إن محو الأمية، مجال حيوي في مساعي تطوير المجتمعات حول العالم. ويشير المفهوم إلى جهود التعليم والتدريب التي تستهدف تمكين الأفراد من اكتساب مهارات القراءة والكتابة والمهارات الأساسية الأخرى التي تعزز من تفهمهم للعالم، وتمكنهم من المشاركة الفاعلة في حياتهم اليومية، وفي التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجتمعاتهم. 
وتكمن أهمية محو الأمية، في التمكين الفردي، كما تعزز من قدرة الأفراد على العمل والمشاركة في القوى العاملة، ما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي. وتساعد الأشخاص الذين يملكون مهارات القراءة والكتابة على فهم التعليمات الصحية، والوصول إلى المعلومات الضرورية للعناية بصحتهم وصحة أسرهم. وبالتالي يتمكن الأفراد الذين يتقنون القراءة والكتابة المشاركة بفاعلية في الانتخابات، والمشاركة في اتخاذ القرار.
وأبرز التحديات تتمثل في نقص التمويل، حيث يواجه العديد من البرامج والمشاريع نقصاً في التمويل الكافي، علاوة على تعرض بعض الفئات المهمشة للتمييز وصعوبة الوصول إلى فرص التعليم. كما يمكن أن تكون العقبات الثقافية والاجتماعية عائقاً لتحقيق التعليم. لذلك فالعديد من المنظمات الدولية والمحلية تعمل على تعزيز محو الأمية حول العالم. وتسعى هذه المنظمات إلى توفير الدعم المالي والتقني والتوجيه للدول والمجتمعات التي تجتهد إلى تحقيق أهداف محو الأمية.
وتعتبر دولتنا الحبيبة دولة الإمارات العربية المتحدة، واحدة من الدول الناجحة في محاربة الأمية، ورفع معدل القراءة والكتابة بين مواطنيها. تأتي هذه الجهود في إطار التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة، وبناء مجتمع مستنير ومثقف. ويعكس نجاح مشروع محو الأمية في الإمارات التزام الحكومة بتقديم التعليم الجيد للجميع، وضمان التميز التعليمي. فقد بدأت جهودها في مجال محو الأمية منذ العقود الأولى لتأسيسها كدولة، ومع مرور الوقت تطورت تلك الجهود بشكل ملحوظ. واستندت هذه الجهود إلى استراتيجيات تربوية حديثة واستثمارات ضخمة في قطاع التعليم. وتمثلت الاستثمارات في بناء مدارس متقدمة وتزويدها بأحدث التقنيات التعليمية، إضافة إلى توظيف معلمين ذوي خبرة عالية. كما تمتاز دولتنا الحبيبة بالتعددية الثقافية واللغوية، ما دفع الحكومة إلى تقديم التعليم بلغات متعددة.
هذا النهج المتعدد اللغات يسهم في تحفيز الطلاب على التعلم وزيادة معدلات النجاح في محو الأمية. وإضافة إلى التعليم الرسمي في المدارس، تقدم الإمارات دعماً قوياً للتعليم العالي والتعليم المستمر، وتعتبر الجامعات الإماراتية من بين أفضل الجامعات في المنطقة، وهذا يعزز من رغبة الشباب في الاستمرار في التعلم وتطوير مهاراتهم. وتمثل المرأة في الإمارات جزءاً أساسياً من هذه الجهود، حيث تمنح الفرص التعليمية للنساء على نفس القدر مثل الرجال.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yhpt54wh

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"