القدرة على الاختيار

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

تعد السعادة، هدفاً يسعى إليه الكثير من الناس في حياتهم، يبحث الناس عن طرق لتحقيق السعادة والارتياح النفسي، وغالباً ما يتبعون أنماطاً مختلفة للوصول إلى هذا الهدف. البعض يبحث عن السعادة في المال والنجاح المهني، والبعض الآخر يجدها في العلاقات الاجتماعية والأسرة، وهناك من يرى السعادة في الاستقلالية. إلا أن الحقيقة المشتركة بين جميع هذه الطرق هي أن السعادة تنبع من داخلنا، وأنها مرتبطة بالقدرة على اختيار ما نقبله وما نتركه.

في الواقع، هناك اقتباس رائع للكاتب دودينسكي يجسد هذا المفهوم، حيث قال: «مفتاح السعادة، هو معرفة أن لديك القدرة على اختيار ما تقبله وما تتركه» إذا نظرنا إلى حياتنا، سنجد أننا لا يمكننا السيطرة على الأحداث الخارجية التي تحدث لنا. نواجه تحديات ومصاعب وألماً في بعض الأحيان. ولكن القوة الحقيقية تكمن في قدرتنا على تحديد كيفية استجابتنا لهذه الأحداث وتأثيرها في حياتنا. يمكننا اختيار قبول الأشياء التي لا يمكن تغييرها، مثل الماضي وبعض الظروف الخارجة عن إرادتنا. في المقابل، يمكننا أيضاً اختيار التخلص من الأشياء السلبية التي تؤثر في صحتنا النفسية وسعادتنا.

عندما ندرك أن لدينا السلطة للسيطرة على ردود أفعالنا وتصرفاتنا، نكتشف أن السعادة لا تعتمد بشكل أساسي على العوامل الخارجية. بدلاً من ذلك، فإنها تعتمد على مدى قدرتنا على تحويل طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا في الأوقات الصعبة. قد نواجه تحديات كبيرة، لكن بتوجيه اهتمامنا وطاقتنا نحو الأشياء التي يمكننا تغييرها وتحسينها، نستطيع تحويل حياتنا بشكل إيجابي.

عندما نتعلم كيف نتقبل ما هو خارج عن سيطرتنا وننسى الأشياء التي حدثت في الماضي والتي لا تخدم سعادتنا، نستعيد السيطرة على حياتنا. نصبح قادرين على تحديد ما يسعدنا وما يجلب لنا السلام الداخلي. قد يكون هذا العمل صعباً في بعض الأحيان، لكنه مقدر لنا أن نواجه التحديات في حياتنا.

في النهاية، يجب علينا أن ندرك أن السعادة قرار شخصي. إنها مسؤوليتنا وحقنا، وعندما ندرك أن لدينا القوة لاختيار ما نقبله وما نتركه، نجد السلام الداخلي والسعادة الحقيقية. فلنمارس هذه القوة ونبني حياة تجلب لنا السعادة والرضا، ونكون نحن من يعلم بأن لدينا القوة لتكوين الحياة التي نرغب فيها.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3zkhv6ak

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"