المقارنة هي سلوك بشري طبيعي، نقارن أنفسنا بالآخرين، من جوانب عدة، سواء من المظهر الخارجي، أو الممتلكات، أو المنجزات، حتى علاقاتنا. ومع أن المقارنة تبدو بريئة، إلا أنها قد تكون ضارة فعلياً لصحتنا النفسية.
عندما نقارن أنفسنا بالآخرين، في الأغلب نركز على نقاط قوتهم وضعفنا. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور بالنقص، وانخفاض تقدير الذات، وحتى الوقوع في حالة اكتئاب. قد يجعلنا أيضاً نشعر بأننا غير مؤهلين للأمر الذي كُلفنا فيه، أو أننا لن نتوصل أبداً إلى المستوى المطلوب.
قال عالم الطبيعة والمؤلف ثيودور روزفلت، ذات مرة: «المقارنة هي لص الفرح»؛ هذا يعني أنه عندما نقارن أنفسنا بالآخرين، فإننا نسرق فرحتنا ونلغيها، لأننا نركز على ما ليس لدينا، بدلاً من الاعتزاز والفرح بما هو معنا وما نملكه.
ومع هذا فإنه من الطبيعي المقارنة بالآخرين في بعض الأحيان، وقد تكون هذه المقارنة، عفوية، وبلا شعور، وتحدث تلقائياً من وقت إلى آخر، خاصة عندما نعلم أو نلاحظ أو نشاهد، ملمحاً عن حياة الآخرين، لكن المشكلة أننا إذا اعتدنا هذا السلوك، فقد يؤثر بشكل سلبي في صحتنا النفسية.
ولنتحكم في أضرار وسلبيات المقارنة، يجب علينا، أن نتذكر بأننا نختلف عن بعضنا، ولدينا جميعاً نقاط قوة وضعف فريدة من نوعها، وأن مقارنة أنفسنا بشخص مختلف عنا ليس فكرة عادلة بالنسبة لنا ولا للآخرين أيضاً. من المهم أن تركز على أهدافك وإنجازاتك الشخصية، بدلاً من مقارنة نفسك بالآخرين، أن تركز على رحلتك الشخصية، وما تعمل عليه، وتحتفل بنجاحاتك، مهما بدت صغيرة.
لا تعذب نفسك، إذا لم تكن مثالياً، واستمر في العمل بجد لأن تكون الأفضل. ولعل التقليل من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، قد يكون وسيلة مساعدة في إبعادك عن المقارنة، لأن مواقع التواصل الاجتماعي، تجعل من عملية المقارنة سهلة جداً.
نحن نخدع بسهولة بالصور، والقصص المتكررة، عن أناس، يبدون أكثر سعادة ونجاحاً وجمالاً منا، ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن هذه الصور في الأغلب يتم إخراجها بعناية، لخلق انطباع إيجابي لدينا، إذا وجدت أنك تقارن نفسك بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، جرب أخذ استراحة منها. ركز على قضاء وقت مع الأشخاص الذين يجعلونك تشعر بالراحة مع نفسك ويدعمونك نفسياً.
