عادي
إيطاليا ترفض استقبال مهاجرين تنقذهم منظمات غير حكومية أجنبية

دول أوروبية متوسطية تدعو إلى استجابة موحدة لأزمة الهجرة

02:10 صباحا
قراءة 3 دقائق
قوات الأمن بتكساس تراقب المهاجرين الذين عبروا نهر ريو غراندي إلى أمريكا من المكسيك. (أ ف ب)

دعت دول البحر الأبيض المتوسط الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعها، أمس الجمعة، في مالطا، إلى استجابة «موحدة» و«بنيوية» لأزمة الهجرة، فيما صعّدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، الموقف من خلال رفضها استقبال مهاجرين تنقذهم منظمات غير حكومية أجنبية. كما أفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة بأن «البحر المتوسط بات مقبرة للأطفال». كما وصلت مجموعة صغيرة من التونسيين عن طريق البحر، إلى لامبيدوسا، هي الأولى منذ أكثر من أسبوع. وأجرت الولايات المتحدة والمكسيك سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى، في خضمّ أزمة الهجرة على حدودهما المشتركة التي يبلغ طولها آلافاً من الكيلومترات.

وجاء في البيان الختامي لقمة «ميد9»، «نكرر الحاجة إلى تعزيز كبير لجهود الاتحاد الأوروبي» مع بلدان انطلاق المهاجرين وعبورهم. وشاركت في القمة كرواتيا وقبرص وإسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ومالطا والبرتغال وسلوفينيا. ولخّص رئيس الوزراء المالطي، روبرت أبيلا، مضيّف القمة، هذه الرغبة قائلاً إنه «يجب معالجة القضية من جذورها» من خلال «شراكات قوية وشاملة مع جميع شركائنا في جنوب البحر الأبيض المتوسط»، شراكات على غرار الاتفاق المبرم مع تونس بسعي من إيطاليا وفرنسا، رغم مخاوف المدافعين عن حقوق الإنسان من ممارسات هذا البلد المغاربي. ووجه رؤساء الدول والحكومات الذين اصطفوا أمام كاتدرائية «مدينة» في جزيرة مالطا، رسالة مماثلة.

وقالت جورجيا ميلوني إنه «في غياب حلول بنيوية، ستشمل هذه المشكلة الجميع»، منتقدة «قصر نظر» من يعتقدون بقدرتهم على مواجهة هذا التحدي في شكل منفرد. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن «الوضع الاستثنائي» يستدعي «بكل وضوح ردّاً أوروبياً موحداً ويدفعنا جميعاً إلى إظهار تضامن مع إيطاليا»، مؤكداً التفاهم غير المتوقع والمتزايد مع البلد الجار. وأجرى الرئيس الفرنسي الذي يؤكد أن موقفه تقدمي ويعمل من أجل وحدة الصف الأوروبية، ورئيسة الوزراء الإيطالية التي ترأس حكومة تعتبر وريثة الفاشية وانتخبت قبل سنة على أساس برنامج قومي، محادثات طويلة، يوم الثلاثاء الماضي، في روما، وبات لديهما «رؤية مشتركة لإدارة مسألة الهجرة». ويأتي هذا التقارب بعد سلسلة توترات فرنسية-إيطالية بشأن هذه المسألة الشائكة، وبعد أن تحدث ماكرون عن «الاستجابة المبسطة والقومية» التي نسبها بشكل مبطن إلى ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة، أحد أركان الائتلاف الحكومي الإيطالي وحليف زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبن. والتقى ماكرون وميلوني على هامش «ميد9» مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، لمناقشة «تطبيق خطة من عشر نقاط عرضتها المفوضية الأوروبية» في منتصف سبتمبر/ أيلول لمساعدة إيطاليا التي تواجه تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين على جزيرة لامبيدوسا الصغيرة.

وبعد أكثر من أسبوع من الهدوء المرتبط بسوء الأحوال الجوية، تجدد وصول المهاجرين من طريق البحر، أمس الجمعة، إلى الجزيرة الإيطالية. وبين يونيو/ حزيران، أغسطس/ آب، غرق ما لا يقل عن 990 شخصاً في وسط البحر الأبيض المتوسط، أي أكثر بثلاثة أضعاف ممّا سجل خلال الصيف السابق، وفقاً لإحصاء نشرته منظمة «اليونيسيف»، أمس الجمعة، معربة عن أسفها لتحوّل هذا البحر إلى «مقبرة للأطفال ومستقبلهم». وقالت المنظمة لوكالة فرانس برس إنّ نحو 11600 «قاصر غير مصحوبين» بذويهم حاولوا التوجه إلى إيطاليا بين يناير/ كانون الثاني، ومنتصف سبتمبر/ أيلول على متن قوارب متداعية، أي أكثر بنسبة 60 في المئة عمّا كان عليه الأمر في الفترة نفسها من عام 2022. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3xkb4jvj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"