نعيش تحولاً وتطوراً مستمراً في مجال البناء والعمارة، وهذا لا يخلو من مزايا عديدة؛ حيث نرى بيوتاً حديثة التصميم تستخدم تقنيات تسهم في جودة الحياة، مثل البيوت الذكية. ومع ذلك، ينبغي أن نسأل عمّا إذا كان هذا التطور يجب أن يكون على حساب العلاقة بين الإنسان والطبيعة. هنا أهمية بالغة لربط هذه الحداثة بالطبيعة عند تصميم المنازل، وضرورة توعية الناس بأهمية احتضان العناصر الطبيعية في بيئتهم السكنية.
يجب إدماج عناصر تراثية وطبيعية في البنية المعمارية الحديثة، لتعزيز الجمالية في المساحات المعيشية، وتوفير بيئة أكثر هدوءاً واسترخاء.
تكامل العناصر الطبيعية، عند تصميم المنازل، يساعد في تعزيز الصحة النفسية والجسدية؛ لأن الطبيعة تلعب دوراً مهماً في تخفيف التوتر والضغوط النفسية التي قد تنشأ نتيجة لأسلوب الحياة الحديث والمجهد، فالنباتات والمساحات الخضراء، كمثال، ذات أثر في الاسترخاء والتأمل.
في الموقع الأمريكي المختص بالمعلومات الصحية healthline. com: «وجدت دراسة نشرت في مجلة الأنثروبولوجيا الفسيولوجية، أن النباتات في منزلك أو مكتبك يمكن أن تجعلك تشعر بمزيد من الراحة والهدوء والطبيعية. في الدراسة، تم تكليف المشاركين بمهمتين مختلفتين: إعادة زراعة نبات منزلي، أو إكمال مهمة قصيرة تعتمد على الكمبيوتر. وبعد كل مهمة، قام الباحثون بقياس العوامل البيولوجية المرتبطة بالتوتر، بما في ذلك معدل ضربات القلب وضغط الدم. ووجدوا أن مهمة البستنة الداخلية خفضت الاستجابة للتوتر لدى المشاركين. ومن ناحية أخرى، تسببت مهمة الكمبيوتر في ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم، على الرغم من أن المشاركين في الدراسة كانوا من الشباب الذين اعتادوا على العمل المحوسب. وخلص الباحثون إلى أن العمل مع النباتات، يمكن أن يقلل من التوتر الفسيولوجي والنفسي».
من المهم توعية الناس بأهمية تضمين الطبيعة في تصميم منازلهم ومحيطهم. يجب أن يكون التفكير في التصميم عملية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار العوامل الجمالية والوظيفية والصحية، لضمان تكامل العناصر الطبيعية في التصميم بطريقة تلبي احتياجات ورغبات من ناحية الذوق وأيضاً من ناحية الأثر الصحي الإيجابي.
يجب أن نتذكر أن التوازن بين التطور والطبيعة هو أمر حيوي لضمان جودة حياة أفضل للجميع. إن التخفيف من الحداثة في تصميم المنازل وإضفاء الطوابع الطبيعية، يعززان الروحانية والصحة والجمال، ويخلقان بيئة متكاملة ومستدامة للعيش.
