عادي

فنانو السيرك في منغوليا يكافحون لأجل مهنتهم

20:21 مساء
قراءة 3 دقائق
فنانو السيرك خلال التدريبات
فنانو السيرك خلال التدريبات
فنانو السيرك خلال التدريبات

يحلّق فنانو سيرك منغوليون شباب في الهواء، وهم مقيدون بحبال مربوطة بالسقف المتداعي لمبنى مهدد بالانهيار، وفي مواجهة نقص الموارد، يريد هؤلاء إحياء شغفهم بهذه العروض الحية التي اشتُهرت بلادهم بها.

في العاصمة أولان باتور، توجد قاعة متداعية على شكل خيمة عمرها نحو قرن، بأخشاب باهتة وطلاء مقشر ومعدات صدئة، وبات مئات الطلاب يقدمون عروضهم في أماكن مشهورة عالمياً مثل «سيرك دو سوليي».

ويقول أوغانبايار نرقيباتار، «طالب، 18 عاماً»، يحلم بالمشاركة في المسابقات الدولية مثل شقيقته: «أريد أن أصبح فنان سيرك».

وحذرت السلطات المحلية من أن المبنى لم يعد آمناً تماماً، بسبب حالته المتداعية، لكن بالنسبة للفنانين، يظل هذا الهيكل بسقفه المرتفع ضرورياً لإتقان حركاتهم البهلوانية المتهورة، والتي جعلت السيرك المنغولي مشهوراً في جميع أنحاء العالم.

وقال المدير الفني السابق للسيرك جيرلباتار يوندن: «كان السيرك يحظى بشعبية كبيرة في الماضي. نريد جميعاً إحياءه. هذا واجبنا».

ويوضح عميد كلية السيرك في المعهد الموسيقي المنغولي بولورتويا بولورتويا «عندما نشارك في المسابقات والمهرجانات الدولية، نُسأل دائماً عمّا إذا كان بإمكاننا تدريب الطلاب الأجانب» في منغوليا.

ويقول: «نوضح أنه ليس لدينا ما يكفي من المعلمين أو الموارد البشرية، وليس لدينا أماكن للتدريب».

لفترة طويلة، كان السيرك أحد أكثر وسائل الترفيه شعبية في منغوليا. وقد اجتذبت عروضه حشوداً من جميع أنحاء البلاد، من المولعين بالألعاب البهلوانية واستعراضات الحيوانات البرية، وكان البهلوانيون يحظون بشهرة كبيرة.

وفي مواجهة الفرص المحدودة في بلادهم، سافر المئات من الشباب الذين يمتلكون تلك الموهبة إلى الخارج في السنوات الأخيرة.

وبحسب فنانين، فإن 85% من زملائهم يعيشون ويعملون خارج منغوليا، بينهم 400 على الأقل في تركيا، و500 في الولايات المتحدة وأوروبا.

ويقول جيرلباتار مازحاً: «ربما تكون القارة القطبية الجنوبية المكان الوحيد الذي لم يقدّم فيه فنانو السيرك المنغوليون أي عروض بعد».

وفي عام 2007، خصخصت الحكومة قاعة السيرك الحديثة الوحيدة في البلاد، وسلّمتها إلى داغفادوري دولغورسور، وهو مصارع منغولي شهير هيمن على عالم السومو في اليابان في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأعيدت تسمية القاعة «سيرك آسا»، وكان من المقرر أن تظل في متناول طلاب السيرك، لكن المبنى يُستخدم الآن بشكل رئيسي للحفلات والمناسبات، ومع ذلك، فقد كانت القاعة مكاناً للتدريب المهني الحقيقي الوحيد لمدرسة السيرك المنغولية؛ وهي مؤسسة عامة تضم عشرات الطلاب و15 معلماً.

هناك مكان جديد للتدريب قيد الإنشاء، لكن إنجاز الموقع تأخر عن الموعد المحدد أساساً بسنوات.

ويقول المدير الفني السابق يوندن: «بمجرد أن تكون لدينا مدرسة سيرك جديرة بهذا الاسم، فإن السيرك المنغولي سيولد من جديد».

في مواجهة هذا الوضع، أنشأ العديد من الفنانين مدارس متخصصة صغيرة، وفي إحدى هذه المؤسسات، ينكب طلاب على تمارين الالتواء، يلتفون في كل الاتجاهات ليشكلوا شخصيات بشرية غير عادية.

ومع ذلك، بالنسبة لإردنيتستسيغ بادرتش، وهي مدرّسة وخبيرة بهلوانيات مخضرمة، فإن المرافق المتاحة غير كافية.

وعلى الرغم من موهبة الطلاب الواضحة، فإن فرص العمل تكاد تكون معدومة، على ما يؤكد معلّم آخر، إلا في حال تدخلت الدولة بحسب تعبيره.

ويقول بود تومورباتار، وهو مدرّس لفنون السيرك: «بلدنا يتجاهل فنانيه الأكثر موهبة»، ولهذا السبب يغادر الفنانون المنغوليون إلى بلدان أخرى، للاستفادة من ظروف ودخل أفضل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mb824x3p

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"