تبادل المعلومات الصحية بين القطاعات والمنشآت الصحية أمر مهم لجهة الاطلاع على ملفات المرضى من قبل الكادر الطبي وبالذات الأطباء للتعرف على التاريخ المرضي للمريض وطبيعة ونوعية الفحوص الطبية التي أجريت له، والأمراض التي يعاني منها بالإضافة إلى الأدوية التي يتناولها، ما يساعد الطبيب في تحديد خطة العلاج بحيث تكون امتداداً للبرامج العلاجية التي خضع لها المريض لتجنب الازدواجية في تقديم الخدمة.
منصة «ملفي» لتبادل المعلومات الصحية تتيح أمام الأطباء إمكانية الوصول إلى سجلات المرضى ودراسة الحالة بشكل دقيق ما يساعد في تجنب إجراء العديد من الفحوص والتحاليل الطبية التي خضع لها المريض خلال الستة شهور أو السنة الأخيرة، ما يساعد الطبيب المعالج في الوصول بشكل أسرع وأدق إلى تشخيص الحالة المرضية ووصف العلاج المناسب.
دائرة الصحة في أبوظبي أعلنت عن إتمام ربط الملف الوطني الصحي الموحد «رعايتي»، ما يتيح أمام الكادر الطبي المصرح له بالوصول إلى منصة «ملفي» لتبادل المعلومات الصحية إمكانية الاطلاع على بيانات المرضى لدى زياراتهم للمنشآت الصحية على مستوى الدولة ما يسهم في تعزيز جودة الخدمات الصحية، حيث يبلغ عدد السجلات الطبية المتصلة بنظام «رعايتي» 2.7 مليار سجل طبي ل 11.6 مليون مريض من خلال 3850 منشأة طبية في الإمارات.
المشكلة تكمن في نسبة كبيرة من المنشآت الصحية وبالذات بعض الأطباء من ضعاف النفوس الذين لا يعترفون بنتائج الفحوص التي تجرى خارج المنشأة الصحية التي يعملون بها، كذلك لا يعترفون بخطة العلاج ونوعية الأدوية التي وصفها طبيب زميل لهم في منشأة صحية أخرى، لذلك يلجأ الطبيب المعالج عند زيارة مريض جديد له إلى طلب فحوص طبية جديدة والبدء في تشخيص حالة المريض من جديد، وتغيير خطة العلاج ونوعية الأدوية التي يتناولها المريض، على الرغم من أن المريض يكون قد خضع للفحوص الطبية ذاتها قبل أسابيع وأحياناً شهر أو شهرين في منشأة صحية أخرى.
السؤال، كيف تتعامل القطاعات الصحية المشرفة على مختلف المراكز والعيادات والمستشفيات مع حالات تشكيك بعض الأطباء بخطط علاج زملائهم الأطباء في منشآت صحية، وازدواجية إجراء الفحوص الطبية وتغيير الخطط العلاجية بهدف زيادة قيمة فاتورة العلاج في الدرجة الأولى، فالأصل أن منصتي «ملفي» و«رعايتي» وجدتا لمعالجة مثل هذه القضايا والحد من تكرار إجراء الكم الهائل من الفحوص في حال رغب المريض في تغيير الطبيب المعالج والمنشأة الصحية التي يتردد عليها، فهل يتم القضاء على هذه الظاهرة؟
[email protected]
