عادي
مؤسسات

منشورات القاسمي تثري المكتبة بمؤلفات سلطان

22:41 مساء
قراءة 7 دقائق

الشارقة: «الخليج»

دأبت «منشورات القاسمي» على إتحاف جمهور القرّاء بكل ما هو جديد من مؤلفات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. ففي كل عام يقدم سموّه إلى المكتبة العربية أكثر من عمل، وجميعها كتابات متنوعة، ما بين التاريخ والجغرافيا والأدب والمسرح والرواية، ما جعل من الشارقة واحة للوعي والمعرفة. وقد بلغ عدد إصدارات سموّه حتى الآن 83 عنواناً، إضافة إلى ترجماتها إلى اللغات العالمية الحية؛ حيث بلغ عدد اللغات المترجم إليها أكثر من عشرين لغة.

ولا تقتصر مؤلفات سموّه، على نوع إبداعي واحد، فقد كتب سموّه في التاريخ والتراث والمسرح والشعر والسرد وأدب السيرة، ولعل الرابط بين كل تلك التجارب، هو التاريخ العربي والإسلامي الذي يحضر بقوة في معظم تلك المؤلفات؛ وذلك يشير إلى أهمية التاريخ، وأثره المتعاظم في حياتنا الحاضرة والمستقبلية، كما أن سموّه يبرز كذلك الأدوار الكبيرة التي قامت بها الكثير من الشخصيات العربية والإسلامية في مختلف حقول المعارف، ليعيد إليها الألق والاعتبار بعد أن كاد يلفها النسيان؛ لذلك فإن عملية التجول في تلك الأعمال، تنطوي على متعة حقيقية، ورحلة لاستكشاف مجاهيل كثيرة في الواقع والتاريخ، وسوف نستعرض فيما يأتي حصيلة مؤلفات سموّه لعام 2023.

«تاريخ أئمَّة البوسعيد في عُمان»، 1749 – 1856م

يعد من أكثر الكتب رواجاً في قراءة تاريخ البلدان ومنطقة الخليج العربي، وهو الجزء الرابع من سلسلة «سلطان التواريخ»، ويؤرخ هذا الكتاب لدولة البوسعيد، خلال قرن كانت فيه المنطقة تموج بصراعات سياسية واقتصادية، جعلت من منطقة الخليج العربي واحدة من أهم المناطق التي جذبت اهتمام الدول الكبرى.

وقد اعتمد سموّه في هذا الكتاب على مجموعة من المصادر الأجنبية والعربية. وركز على فترة حاسمة، بدأت فيها الدولة العُمانية بالتشكّل تحت حكم الإمام أحمد بن سعيد الذي يعد مؤسسها الحقيقي؛ حيث تميزت تلك الفترة بالانقسامات الداخلية بين القبائل العُمانية، وما تلا ذلك من احتلال بلاد فارس لجزء كبير من الساحل العُماني. وعلى الرغم من مواجهة العديد من العقبات والصراعات القبلية المستمرة، فإن حكام البوسعيد كانوا يقظين في حماية وطنهم من التهديدات الخارجية. وكلما حاولت قوى خارجية التعدي على الجذور التاريخية لعُمان، التفّ العُمانيون حول إمامهم، واضعين صراعاتهم الداخلية جانباً، كما لعبت الجغرافيا باستمرار دوراً وقائياً في تشكيل مصير هذه الأمة العظيمة.

وقد تناول صاحب السموّ حاكم الشارقة، بإسهاب التحديات الداخلية والخارجية التي واجهتها عُمان خلال فترة مضطربة، تميزت بالطموحات الإقليمية والدولية. وقام بتحليل الصراعات القبلية التي كانت ذات تأثير ضئيل في إنجازات الإمام أحمد بن سعيد في إنشاء دولة وطنية مستقلة.

«تاريخ الملوك النبهانيين في عُمان»، 1154-1622م

في هذا الكتاب، يقدم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، دراسة جديدة ومختلفة حول حقبة تاريخية مهمة في منطقة الخليج العربي وتحديداً عُمان؛ حيث يروي جزءاً من تاريخ عُمان خلال 500 سنة. وهذا الكتاب هو الجزء الثاني من الموسوعة التي أطلقها سموّه تحت عنوان «سلطان التواريخ»؛ بهدف المساهمة في المحافظة على تاريخ عُمان.

ويعد الكتاب بمنزلة رواية تاريخية متعمقة، تقدم توثيقاً شاملاً للأحداث التي وقعت خلال تلك الحقبة المحددة في منطقة الخليج العربي، فضلاً عن كونه مصدراً موثوقاً باللغة العربية، ومرجعاً قيّماً للمواد الأرشيفية والفهم التاريخي الأوسع. وقد اعتمد سموّه على خلفيته الأكاديمية الواسعة في التاريخ والجغرافيا وعلم الآثار، فضلاً عن معرفته المتعمقة بالمخطوطات القيّمة. كما اعتمد على مجموعة من الخرائط والوثائق التي كانت بحوزته، إضافة إلى عدد من الوثائق البرتغالية الشاملة من الفترة الزمنية التي وقعت فيها الأحداث في عُمان.

وقد أثرى سموّه هذا الكتاب بإضافة اثنين من الملاحق، الأول بعنوان «أشجار وأنساب الملوك والسلاطين النبهانيين» الذي يقدم وصفاً دقيقاً لتاريخ الملكية عند النبهانيين، بينما يشير الملحق الثاني إلى اكتشاف «عملة ذهبية» من قبل هيئة الشارقة للآثار أثناء أعمال التنقيب في سور خورفكان؛ حيث يعود تاريخ هذه العملة إلى عهد السلطان سيف الدين نصرت الذي حكم من عام 1272 إلى 1290م.

«بدايةُ حُكمِ العُتوبِ للبَحْرَينِ»

يعد هذا الكتاب دراسة موثقة ومحققة من مصادر معاصرة لبداية حكم العُتوب للبحرين، في عام 1785م، وهذه الدراسة كُتبت بأسلوب سردي شائق، ونسج محكم فائق، مستمدة من المصادر المعاصرة؛ حيث جاء الكتاب ردّاً من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على حديث استمع إليه من أحد المتحدثين، عن بداية حكم العُتوب للبحرين، الأمر الذي دفع سموّه إلى توضيح الأحداث التاريخية. وبالتالي، يهدف هذا المشروع البحثي إلى تقديم وصف دقيق للظروف المحيطة، وليسلط الضوء على أدق الوقائع، وأبرز التفاصيل.

«مقاومة خورفكان للغزو البرتغالي» سبتمبر 1507م، فبراير 1534م

يتمحور هذا العمل الأدبي حول مفهوم الصمود والتحدي في سياق الاستعمار، لا سيما محاولة السيطرة على مدينة خورفكان عام 1507م. وقد أدت الشجاعة التي أظهرها سكان المدينة وموقعها الفعلي إلى مقاومة طويلة، وبلغت ذروتها في النهاية بالانتصار على البرتغاليين. وقد تم تناقل هذه الرواية عبر الأجيال، لتكون بمنزلة دليل على التفاني الحازم، والشعور بقيمة الذات، والإنجازات الرائعة التي لا تزال قائمة في الوقت الحاضر.

وتدور أحداث هذه الرواية التاريخية في القرن السادس عشر؛ حيث تروي قصة أهالي خورفكان الذين عاصروا هذه الأحداث، والشجاعة والصلابة التي تميزوا بها، وعدم تفريطهم في أرضهم الغالية. وهذه التضحيات التي قدمها آلاف الشهداء على طول سواحل بحر عُمان والخليج، تستحق منا فائق الاحترام والتقدير، وينبغي لنا أن نحيي ذكرى بطولاتهم بكل فخر.

وترسم الرواية لوحة ملحمية عن بطولة أهالي خورفكان في مواجهة باسلة ضد الأسطول البرتغالي بقيادة «أفونسو دي ألبوكيرك»، ما أدى إلى حرق وتدمير البيوت، وأسر الشباب وتشويه الأسرى المسنين. ولكن المقاومة لم تفتر عند هؤلاء الأهالي الذين أظهروا شجاعة فائقة، ويظهر مسار السرد قسوة البرتغاليين وغياب القيم والأخلاق لديهم، خاصة في أسرهم لكبار السن، والتنكيل بهم، لكن بسالة أهالي خورفكان لم تتوقف على الرغم من ذلك البطش الشديد، فكان أن أمر القائد البرتغالي جنوده بنهب المدينة والخروج منها. وقد ظهرت شجاعة أهالي خورفكان مرة أخرى عند عودة البرتغاليين بعد سنوات من هذه الوقائع في عام 1534، فكان النصر حليفهم في مواجهة الاحتلال؛ حيث هزموا البرتغاليين وأسروا منهم أعداداً كبيرة؛ إذ لم يكن أمام هؤلاء الغزاة غير التفاوض مع قائد القواسم الشيخ صقر القاسمي، في مشهد انتصرت فيه الإرادة أمام القوة الباطشة.

وقد صدرت النسخة الإسبانية من هذا الكتاب؛ حيث قام بترجمتها من العربية محمد الحمصي.

أما بالنسبة لدور منشورات القاسمي في ترجمة مؤلفات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فقد صدرت عن الدار ترجمات عديدة لهذا العام وهي:

1- سيرة سلاطين كلوة، (النسخة الفرنسية، قامت بترجمتها من العربية فاطمة الزهراء). يقول صاحب السموّ حاكم الشارقة، عن الكتاب: «إن هذا الكتاب هو رواية تاريخية حقيقية كتبتها معتمداً على مخطوط (كتاب السلوة في أخبار كلوة). وتدور أحداث الرواية حول سيرة سلاطين شيراز وهجرتهم إلى جزيرة كلوة الواقعة في شرق إفريقيا؛ وهي القصة التي بدأت تفاصيلها في عام 663ه، الموافق 1265م، وتتحدث الرواية عن حكم سلاطين شيراز في كلوة ونسبهم وسيرتهم. وهذه الرواية التاريخية تقع في 114 صفحة من القطع المتوسط، تم اختيار صورة مراكب على البحر للغلاف الخارجي، للرمز والدلالة على قصة القوم الذين خرجوا من مدينة شيراز، وتعرضت مراكبهم السبعة لعاصفة كبيرة. وبعد أن تفرقت بهم السبل تم وصول البعض إلى كلوة، بينما الآخرون إلى جهات أخرى.

2- رأس الأمير مقرن، (النسخة الفرنسية، وقامت بترجمتها من العربية جيهان الليثي). في هذا الكتاب يروي سموّه بلغة سردية سلسة أحداث ويصور شخصيات لعبت دوراً مهماً في تفاصيل التاريخ الإسلامي، والقصة حقيقية موثقة، تكشف النقاب عمّا غاب من حوادث التاريخ.

3- محطة الشارقة الجوية بين الشرق والغرب، (النسخة الإسبانية، قام بترجمتها من العربية محمد الحمصي). يتضمن الكتاب أربعة فصول، وهي: مدرج الهبوط على الساحل الغربي، اتفاقية المحطة الجوية في الشارقة، محطة الشارقة الجوية ومرافقها، ومدرج الهبوط الاضطراري في كلباء، مع خاتمة وملاحق تضم صوراً من الوثائق، ومنها صورة عن الاتفاقية التي وقعت بين الشيخ سلطان بن صقر حاكم الشارقة آنذاك، والحكومة البريطانية حول إنشاء محطة للطيران في الشارقة.

4- الشيخ المتصوف، (النسخة الفرنسية، قامت بترجمتها من العربية جيهان الليثي). يتتبع صاحب السموّ حاكم الشارقة في هذا الكتاب واقعة هدم ضريح الشيخ حسن المدني في رأس الخيمة عام 1782، وردود فعل حاكمها آنذاك الشيخ راشد بن مطر بن كايد القاسمي، بأسلوب سلس وعذب موثق بالمصادر والمراجع.

5- الجريئة، (النسخة الإسبانية، قام بترجمتها من العربية محمد الحمصي). يروي صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في هذه القصة أحداثاّ حقيقية موثقة، وتبدأ أحداث الرواية عندما يرغب ملك فارس بإقامة حلف مع فرنسا، لاحتلال مسقط بمساعدة الفرنسيين؛ حيث كان العُمانيون يسيطرون على جميع البحار المحيطة بفارس، وأراد ملك فرنسا إنشاء تجارة في بلاد فارس أسوة بالإنجليز والهولنديين، فأمر بإرسال بعثة فرنسية إلى فارس. ولكن تصادف البعثة الكثير من العقبات والمشاكل، وتنتهي بالفشل.

6- الأمير الثائر، (النسخة الإنجليزية، قام بترجمتها من العربية الدكتور أحمد علي)، يقول صاحب السموّ حاكم الشارقة في تقديمه للرواية: إن قصة الأمير الثائر قصة حقيقية، كل ما جاء فيها من أحداث وأسماء وشخصيات ومواقع موثقة توثيقاً صحيحاً في مكتبتي، ولا يوجد بها أي نوع من نسج الخيال أو زخرف الكلام، أقدمها للقارئ العربي ليطلع من خلالها على جزء من تاريخه في الخليج العربي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2x7jadsf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"