دقت ساعة حماية كوكبنا الأزرق

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

إن أمعنا النظر، فإن الإنسان، يجد قوته ومقومات عيشه من الأرض نفسها التي يعيش عليها، فهذا الكوكب لا يمدنا بالغذاء والطعام وحسب، بل بمقومات الحياة نفسها، مثل الهواء والماء والضوء والمأوى.

وهذه المقومات أو الحاجات، وجدها الإنسان منذ فجر التاريخ البشري، وكانت ركيزة في حياته وتطوره ومسيرته نحو الرقي والحضارة.

ورغم دخولنا في حقبة العصر الحديث جداً، العصر الذي شهدنا فيه ثورة الاتصالات، وتطوراً غير مسبوق في التقنيات الحديثة والتكنولوجيا بصفة عامة، وبتنا نسمع عن دخول الآلة التي تمت تغذيتها بما يشبه الذكاء البشري، ورغم كل هذه القفزات البشرية، والتطور في كل مجال من مجالات الحياة، فإن هناك جوانب خلل جسيمة وقعت، حيث تحول بعض الناس للاستهلاك، واستنزاف الموارد، في الوقت الذي لا توجد حاجة لمثل هذا الاستنزاف والهدر.

الأرض، كوكبنا الجميل، المعطاء، الكوكب الأزرق، تضمّ وتوفر جميع ضروريات الحياة، لعيش مستدام للإنسان، وإن أمعنا النظر فإن هذه الضروريات، جميعها هي من مخرجات البيئة التي نعيش فيها، وعندما توفرت هذه الضروريات، وباتت متاحة وبين يدي الناس، بدأ التوجه نحو الكماليات، وهي جوانب غير ضرورية، أو غير ملحة للحياة البشرية، أو أن وجودها ليس مهماً لاستمرار الحياة البشرية، لكنها اكتسبت مفهوم الضروريات، وباتت جزءاً من تفكير الإنسان، ولا يمكن تخيل الحياة من دون تواجدها، من تلك الكماليات التي تحولت إلى ضروريات، مخترعات، مثل: السيارات، الطائرات، التلفزيون الراديو... إلخ. وقد يوجد من سينازع بأن مثل هذه المخترعات ضروريات، ولا يمكن الاستغناء عنها؛ لأنها فعلاً تحولت لهذا المفهوم، وباتت جزءاً من النمو البشري والتطور الحضاري الذي يعيشه الإنسان.

دون شك أن حالة الاستنزاف والهدر، التي تحدثنا عنها، وحالة تحول الكماليات إلى ضروريات، ونحوها من مثل هذه الحالات والسلوكيات، جعلت هناك ضغوطاً كبيرة على موارد كوكبنا، على سبيل المثال الصناعات، على اختلاف أنواعها، وما تنفث وتتصاعد من مداخنها من أبخرة وسموم، في الهواء، فضلاً عن ملوثات من الكيماويات ونحوها؛ حيث يتم التخلص منها دون معالجة، بإلقائها في البحار والمحيطات أو في البيئات البرية من الصحاري أو الغابات، مما سبّب دماراً جسيماً للتوازن البيئي الطبيعي، الهش على كوكبنا.

الآن دقت ساعة العمل، وبدأ الوعي بسلامة الأرض، يتطور، وينتشر، ومعها أتمنى أن تنمو ثقافة قوية من الوعي والمعرفة، بأهمية المحافظة على البيئة والأرض بصفة عامة.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4cpys6u7

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"