عالم بلا غطاء

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قانون يلغي مصادقة بلاده على معاهدة حظر التجارب النووية، بات العالم مكشوفاً أمام مرحلة جديدة من السباق النووي الذي بات يهدد الأمن والسلام الدوليين، بما يحمله ذلك من مخاطر في ظل تصاعد وتوسع المواجهات والحروب، وما يمكن أن يؤدي إليه من كوارث تحيق بالعالم في حال الخروج عن سياق الحروب التقليدية، أو نتيجة خطأ في الحسابات.

وتهدف المعاهدة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 إلى منع كل التجارب النووية، لكنها لم تُطبق، نظراً لعدم انضمام عدد من الدول النووية الرئيسية إليها، وأبرزها الولايات المتحدة والصين.

وإذا كانت روسيا أعلنت أن الانسحاب من المعاهدة لا يعني أنها تخطط لإجراء تجارب نووية، لكن رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، أعلن أن التصويت على إلغاء المعاهدة «كان بمنزلة رد على الموقف البغيض للولايات المتحدة تجاه التزاماتها بشأن المحافظة على الأمن العالمي»، ما يعني أن موسكو باتت في حل من التزاماتها بهذا الخصوص.

وكان الرئيس بوتين أعلن في وقت سابق من الشهر الماضي، أنه «ليس مستعداً للقول ما إذا كانت روسيا ستجري تجارب نووية حية»، وبعد ذلك أجرت روسيا مناورات نووية، لاختبار قدرتها على «توجيه ضربة نووية انتقامية هائلة براً وبحراً وجواً» بالتزامن مع مناورات نووية لحلف الأطلسي، انتهت أواخر الشهر الماضي.

لقد كانت معاهدة حظر التجارب النووية، آخر معاهدة يتم الانسحاب منها، من بين المعاهدات التي كانت توفر مظلة أمان للعالم من السباق النووي؛ حيث علقت روسيا في مطلع فبراير/ شباط الماضي، مشاركتها في معاهدة «نيو ستارت» الموقعة مع الولايات المتحدة عام 2010، والتي تحدّ من عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية، وتسمح لمفتشين أمريكيين وروس، بالتأكد من امتثال البلدين للمعاهدة، وبموجبها تلتزم واشنطن وموسكو بنشر ما لا يزيد على 1550 رأساً نووياً استراتيجياً، و700 من الصواريخ بعدية المدى وقاذفات القنابل بحد أقصى. وكانت روسيا أعلنت أن تصميم الغرب على هزيمتها، يحول دون تجديد المعاهدة عندما يحين أجل انتهاء العمل بها عام 2026.

وفي مايو/ أيار الماضي، وعلى وقع الدعم الغربي الواسع لأوكرانيا، أعلنت موسكو انسحابها من معاهدة السلاح التقليدي في أوروبا التي تم التوقيع عليها عام 1990، لوضع حد لحجم القوات العسكرية التقليدية التي يتم حشدها قي شرق أوروبا.

وقبل ذلك، كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحبت عام 2019 من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي وقّع عليها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان والزعيم السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، والتي تحظر وضع صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى تطلق من البر في أوروبا، ويراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، ما يقلل من قدرتها على توجيه ضربات نووية مباغتة.

.. وهكذا بات العالم بلا كوابح تقيه من كوارث نووية محتملة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3t4swjd2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"