منى عبدالله
التلوث مشكلة بيئية عالمية تمس جميع أنحاء كوكب الأرض. يتعلق التلوث بإدخال مواد ضارة أو غير طبيعية إلى البيئة، سواء كانت في الهواء الذي نتنفسه، أو في المياه التي نشربها، أو في التربة التي تغذي النباتات والحيوانات. يعد التلوث تحدياً كبيراً يهدد صحة الإنسان والبيئة، ويتطلب جهوداً مشتركة للتصدي له والعمل على تخفيف آثاره. وهو مشكلة عالمية تؤثر في البيئة والصحة الإنسانية بشكل كبير. ومن بين أشكال التلوث الأكثر شيوعاً تلك المرتبطة بالهواء والمياه والتربة، والتي تنشأ نتيجة لأنشطة الإنسان الصناعية والزراعية والمدنية. وفي هذا السياق، تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الرائدة في العالم في مجال مكافحة التلوث والحفاظ على البيئة. حيث تمتلك الإمارات حكومة ملتزمة بتنفيذ استراتيجيات وبرامج منهجية شاملة للتخفيف من آثار التلوث على الهواء والمياه والتربة ويتم الإشراف عليها بعناية.
وفي هذا السياق قامت الإمارات بإصدار قوانين ولوائح صارمة تنظم الانبعاثات الصناعية والاستخدام الآمن للمواد الكيميائية الضارة. هذه الإجراءات تضمن الامتثال لأعلى معايير الجودة البيئية. بالإضافة إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة في الصناعة وقطاع الطاقة، بحيث تم تطوير محطات لتحلية المياه باستخدام تقنيات متقدمة ومحطات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح، كما تولي اهتماماً كبيراً للحفاظ على المناطق الطبيعية والتنوع البيولوجي. تم تحديد وحماية المناطق البيئية الحساسة وتنفيذ برامج لزراعـــــة الأشجـــار وترميم الأراضي.
وتتمثل قيمة جهود الإمارات في مكافحة التلوث في الالتزام الراسخ بتحقيق أهداف التنمية المستدامة والمساهمة في تعزيز التوازن بين التطور الاقتصادي والحفاظ على البيئة النقية. تعكس هذه الجهود التزام دولة الإمارات بتحقيق مستقبل أكثر استدامة وأماناً بيئياً، وفي هذا الصدد قامت الحكومة الإماراتية باتخاذ خطوات حازمة للتقليل من هذا التلوث. على سبيل المثال، تم تنفيذ مشروعات تحسين جودة الهواء وتطوير معايير صارمة للانبعاثات من المصانع ووسائل النقل، كما تم تعزيز استخدام الوقود النظيف والمتجدد، ما ساهم في تحسين جودة الهواء والمساهمة في تحقيق أهداف مكافحة تغير المناخ.
ودولتنا الحبيبة تسعى بجدية إلى تعزيز الطاقة النظيفة والمتجددة، فقد تم تنفيذ مشروعات كبيرة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية والرياح، وهذا ما يقلل من اعتماد الدولة على الوقود الأحفوري، وبالتالي يقلل من انبعاثات الكربون، كما تم تطوير معايير صارمة لكفاءة الطاقة في المباني والمرافق العامة، ما يقلل من استهلاك الطاقة ويسهم في الحفاظ على البيئة.
