غاياتك تحتاج للصحبة الإيجابية

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

بطبيعة الحال، نعرف في كثير من الأحيان ما الذي نحتاجه، أو ما الذي يجب علينا القيام به، لتحقيق هدف ما، أو الوصول لغاية محددة، لكننا، مع وضوح الرؤية، والهدف، والطريق، ومعرفتنا بالوسائل التي يمكن استخدامها لتساعدنا، نتراجع، أو نخفق، أو يحدث خلل، فما هو السبب؟

مثلاً، إنسان يعاني من زيادة الوزن، ونصحه الأطباء بعمل برنامج غذائي ورياضي، وأن يكون التدريب بشكل يومي، ستجد أن كل شيء متاح له، المعلومات اللازمة بين يديه، الغذاء الذي يحتاجه متوفر، الصالة الرياضية بالقرب من منزله، ومع هذا يخفق تماماً في تحقيق الهدف، مع أن الحديث عن الصحة، وضريبة الإهمال هي مرض السكري الذي يسبب سلسلة من الأمراض الأخرى، فضلاً عن الضغط، فما الذي يجعل هذا الإنسان متوانياً، متكاسلاً عن المسارعة في تنفيذ برنامج غذائي ورياضي، يساهم في تخفيض وزنه، ويجنبه الأمراض، وعوارض السمنة التي لا تخفى عليكم؟ إنهم أفراد المجتمع القريب منه، الصحب الذين لا يحثونه، بل لا يشاركونه، ويذهبون معه... ومن هنا نفهم أسباب الكثير من المشاكل التي تعترضنا، لأن مثل هذه الحالة نلاحظها في جوانب أخرى لها تأثير في الحالة المزاجية والسلامة النفسية، وهي أثر الصحبة والأصدقاء والمقربين. على سبيل المثال، نعلم أن تلك الصديقة سلبية، وتنقل مؤثرات سلبية، ولا تساهم، ولا تساعد على الإيجابية، ولا على التطور والتقدم، ومع هذا فإننا نلتقيها يومياً، ونسمح لها ببث كل السلبيات، وإيذاء النفس والروح والعقل، ومع أننا مثقلون بالهموم الحياتية، ونعاني من الصعوبات، فإننا نوافق على زيادة تلك الصعوبات بمثل هذه السوداوية التي نسمعها. في اللحظة التي نحتاج لسماع المبهج والمفرح، نختار الأسوأ.

مثل هذه النماذج توضح حاجتنا للتغير، نحتاج لفهم أنفسنا، فهم حجم ما نسببه من أذى لأنفسنا، عندما نتجاهل الصحة والسلامة النفسية، أو الجسدية، بينما نجلب ضرراً جسيماً قد يؤثر في حياتنا وجودة هذه الحياة. خذ المبادرة، وسارع بالتغير، ولا تستسلم لأي ملهيات، أو لا تصغ لأي مثبطات... إنها حياتك وسعادتك. إن لم يكن صحبك والمقربون منك في مستوى الرضا وجلب الاطمئنان لك، وبث الإيجابية والحماسة والتقدم لك، فإنهم أعباء عليك وعلى حياتك، وأنت مثقل بالطموحات والغايات والأهداف العظيمة، ولست مستعداً لزيادة تلك الأعباء بالسلبية والتثبيط والهم.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/523bsfcy

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"