الرهان على العلم

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

دون شك أن الطب الحديث، مع عراقته وموثوقيته وعمقه، وفائدته المدوية في مسيرة البشرية، إلا أنه يقف عاجزاً أمام بعض الأمراض، مثل الأورام؛ حيث نرى الإصابات على اختلاف أنواعها، في أرجاء العالم، فحسب منظمة الصحة العالمية فإن: «السرطان سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وقد أزهق أرواح 10 ملايين شخص تقريباً في عام 2020، أو ما يعادل وفاة واحدة تقريباً من كل 6 وفيات».

ومع هذا فإن العلاجات والكشوفات الطبية، في هذا المجال، أسهمت في الحد من تصاعد هذه الأرقام، لكن لم يتم حتى الآن إيجاد علاج نهائي، يوقف هذا المرض، أو يخلص الجسم من سطوته وقسوته، وهناك أمراض أخرى، وإن كانت أقل في الانتشار، ولكن الطب الحديث، لم يتوقف، والأبحاث ومحاولات العلماء الدؤوبة لم تحد من جهدها وشغفها، لإيجاد علاجات، وشهدنا منجزات عظيمة في هذا المجال.

هذه الحالة، تقود وتوجه بعض المرضى، نحو الطب البديل، بغض النظر عن موثوقيته أو دقته، وهذا الجانب تحدثت عنه الدكتورة جو مارشانت، الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم الوراثة والميكروبيولوجيا الطبية من كلية الطب التابعة لمستشفى سانت بارثولوميو في لندن، وهي مؤلفة علمية، في كتابها الذي حمل عنوان: «شفاء، رحلة في علم سيطرة العقل على الجسد»، قالت: «ما زال الطب التقليدي هو السائد في الغرب، إلا أن ملايين من الناس يتبعون الطب البديل. في الولايات المتحدة، تناقش باستمرار عجائب العلاج الروحاني وعلاج التريكي في برامج الأخبار التلفزيونية. ويستخدم ما يصل إلى 38% من البالغين شكلاً ما من الطب التكميلي أو البديل، 62% إذا أضفنا الجوانب الروحية. وينفقون على ذلك سنوياً نحو 34 مليار دولار، ويقومون بما يصل إلى 354 مليون زيارة إلى المعالجين بالطب البديل، مقارنة بنحو 560 مليون زيارة إلى أطباء الرعاية الأولية. في لندن؛ حيث أقطن، من الشائع أن تلبس الأمهات أطفالهن قلائد كهرمان اعتقاداً منهن أن لهذا الحجر الكريم القدرة على درء ألم التسنين. وترفض نساء ذكيات ومتعلمات إعطاء لقاحات ضرورية لأطفالهن».

وإن أمعنا النظر، فإن هذه المؤلفة تتحدث عن مجتمعات يفترض فيها أن تتمتع بالتنامي المعرفي، ومستوى علمي كبير، ومع هذا فإن الأرقام التي أوردتها كبيرة، وتدعو إلى الدراسة والتوقف عندها ملياً. ولمواجهة الخرافة، نحن نراهن على العلم، والكشوفات والأبحاث العميقة، وندعو إلى دعمها، لأنها الخيار، المنفذ نحو الصحة والسلامة والسعادة.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr89zmut

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"