عادي
خلال جلسة في مهرجان العين للكتاب

باحثون: التراث غير المادي هوية المجتمع

20:12 مساء
قراءة 4 دقائق
المشاركون في الجلسة

العين: «الخليج»

أجمع ثلاثة من كبار الخبراء والأكاديميين المعنيين بتوثيق وجمع التراث الإماراتي وتسجيله في المنظمات الدولية على أهمية المحافظة على التراث غير المادي، الذي يعبّر عن هوية وتاريخ مجتمع الإمارات، في إطار الاحتفال بمرور 20 عاماً على توقيع دولة الإمارات اتفاقية اليونيسكو للتراث غير المادي عام 2003، جاء ذلك خلال جلسة في فعاليات مهرجان العين للكتاب.

شارك في الجلسة الحوارية التي استضافها «بيت محمد بن خليفة» في مدينة العين كلٌ من الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، والأكاديمي والمستشار الثقافي الدكتور عوض علي صالح، والدكتورة عائشة بالخير، مستشارة الأبحاث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وأدارها الدكتور أمين كساسبة، رئيس قسم الدراسات العربية في معهد التكنولوجيا التطبيقية، وتناولوا فيها تجاربهم وإنجازاتهم والتحديات التي واجهتهم في مجال توثيق التراث غير المادي، وسلّطوا الضوء على دور الإمارات في التعاون الدولي والإسهام في تطوير الاتفاقية وتطبيقها.

استهل الدكتور عبدالعزيز المسلم، الجلسة معتبراً أن مدينة العين تشحذ الذاكرة، وتقود نحو الاهتمام بالتراث، موضحاً أن الإمارات حققت مكاسب متعددة من التوقيع على اتفاقية اليونيسكو للتراث غير المادي من بينها اعتماد إمارة الشارقة لتكون مركزاً دولياً لبناء القدرات في مجال دراسة التراث غير المادي، في خطوة تؤكد الحضور الفاعل لدولة الإمارات في منظمة اليونيسكو نتيجة لجهود الدولة في تيسير قدوم الباحثين، ودعم المشاريع المتعلقة بالتراث في دول المنطقة العربية.

وأشار إلى أن معهد الشارقة للتراث الذي يحظى بدعم كبير من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، يسعى إلى زيادة إصداراته السنوية التي بلغت أكثر من 700 عنوان، ويكثف تعاونه مع عدد من الشركاء، ويعمل بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية على نشر التراث العربي وإتاحته للباحثين والمهتمين بدراسة التراث.

من جهته، أشار الدكتور عوض علي صالح، إلى أن إسهام مركز أبوظبي للغة العربية في الحفاظ على اللغة، ينسجم مع كونها أداة حفظ التراث، مؤكداً أن تنوع المبادرات الوطنية المهتمّة بالجانب الثقافي والحفاظ على توثيق التراث الإماراتي، أسهما في تحقيق حضور إيجابي متميز للدولة في مختلف المنظمات الدولية ومن ضمنها اليونيسكو.

وعن انضمام الإمارات لاتفاقية اليونيسكو للتراث غير المادي، أوضح أن هذه الخطوة ساعدت في زيادة حماية التراث غير المادي الذي يتصل بحياة المجتمع وهويته، انطلاقاً من استيعاب أهمية استدامة التراث من خلال ممارسي الحِرف وفنون الأداء وسرد الحكايات الشعبية والحفاظ على العادات والتقاليد، والاستفادة من التعاون الدولي والخبرات التي تكونت لدى فرق البحث والتوثيق في الإمارات.

* مسؤولية مجتمعية

وقالت الدكتورة عائشة بالخير: «إن التاريخ الشفاهي يسد الثغرات التاريخية، ويمكّن الباحثين من العثور على ما يؤكد عراقة المجتمع الإماراتي، وتحدثت عن تجربتها في جمع وتوثيق وتحليل شهادات الشهود الأحياء عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الإمارات قبل قيام الاتحاد وبعده».

وتابعت: «إن مجتمع الإمارات يتميز بقوة الموروث والتسامح والتفاصيل الغنية عن العادات والتقاليد التي تحفظ ذاكرة الوطن؛ وذلك يتطلب توثيق ما لدى كبار السن من معلومات، وأن ضمان استمرار جمع التراث والحفاظ عليه، مسؤولية مجتمعية تشترك فيها الجمعيات الأهلية وكل من يمارس مختلف أشكال التراث غير المادي».

* الاستدامة

من جانب آخر، استضاف بيت محمد بن خليفة، بالتعاون مع مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان، وجمعية أصدقاء البيئة، جلسة حوارية ضمن الفعّاليات الثقافية للمهرجان تحت عنوان «الاستدامة.. عنوان إماراتي لمستقبل مزدهر»، بحضور جمهور من طالبات جامعة الإمارات.

جاءت الجلسة تزامناً مع اقتراب استضافة دولة الإمارات، مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «كوب 28»، وتحدّثت فيها الدكتورة أسماء العتيبة، سيدة الأعمال وعضو جمعية أصدقاء البيئة.

وتطرّقت إلى عدّة محاور استعرضت من خلالها الجهود الرسمية والأهلية التي يبذلها المجتمع، لترسيخ ثقافة الاستدامة، والحفاظ على البيئة، وما يمثّله انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في دولة الإمارات من أهمية، باعتباره الحدث الدولي البارز الذي يقام للمرة الأولى على أرض الدولة.

وذكرت أن الاستدامة تعكس جهودنا للحفاظ على البيئة من حولنا، والاسترشاد بحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جسّد رؤيته للاستدامة انطلاقاً من مدينة العين، واستطاع غرس ثقافة الاستدامة والاستفادة من مصادر المياه بالعزيمة والإصرار على تحويل الصحراء إلى واحة خضراء.

وأشارت إلى أهمية غرس الوعي بالاستدامة والممارسات الصحيحة في مجال حماية البيئة بدءاً بتوعية الأطفال منذ الصغر، وتحفيز الشباب على الاقتداء بغيرهم من المتطوّعين الذين يقدّمون صورة مشرّفة لمجتمع دولة الإمارات في أنشطة الاستدامة، عبر المشاركة الفاعلة في الأحداث والأنشطة، ومنها مهرجان «صون الطبيعة» الذي أقيم في حديقة الحيوانات بمدينة العين، وتركّز حول مبادرات الاستدامة وحماية الحياة البرية.

* ورش تفاعلية

ونظّم مركز أبوظبي للغة العربية في المهرجان، مجموعة من ورش العمل التفاعلية لجميع أفراد المجتمع، بالتعاون مع مركز القطارة للفنون وضمن برنامج أنماط الحياة. وتهدف هذه الورش إلى تحفيز الزوّار للاهتمام بحياة صحية وتعلّم آليات الاسترخاء والتأمّل وتنظيم التنفس.

خلال ورشة «تواصل مع هدوء الروح»، تعلّم المشاركون كيفية تنظيم عملية التنفّس وتوظيفها، لتكون مفيدة للجسم، إضافة إلى فائدتها الطبيعية.

واحتفت الليلة الثالثة من برنامج «ليالي الشعر.. الكلمة المغنّاة»، في المهرجان، بالشاعر الإماراتي عوض بن السبع الكتبي؛ وذلك من خلال جلسة حاورته فيها الدكتورة عائشة الشامسي، بحضور الشاعر سلطان بن خليف الطنيجي، والمطرب خالد محمد، وعازفي الإيقاع عبد الله عبد الكريم وعلي البلوشي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/msapmznj

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"