الحياة البرية في إماراتنا

01:33 صباحا
قراءة دقيقتين

منى عبدالله

إن الحفاظ على الحياة البرية في العالم أجمع يمر بتحديات وجهود مستقبلية يجب أن تكلل بالنجاح؛ فللحفاظ على الحياة البرية في العالم أجمع، هناك العديد من التحديات، ومن أبرز التحديات والجهود المستقبلية مواجهةُ العديد من الحيوانات والنباتات فقداناً لمواطنها الطبيعية بسبب التغيرات المناخية، وتدمير المواطن الطبيعية بواسطة البشر مثل قطع الغابات وتلوث المياه والتصحر. لذا، من الضروري حماية واستعادة المواطن الطبيعية، والحفاظ على التنوع البيولوجي. بالإضافة إلى الصيد الجائر ومسألة التغير المناخي.

لذلك تعمل الدول مجتمعة على تضافر جهودها للقيام بهذا الهدف النبيل. ونحن لسنا في معزل عن العالم والحياة البرية؛ إذ تعتبر دولتنا الإمارات العربية المتحدة وجهة سياحية رائعة، ومستقطبة للزوار من جميع أنحاء العالم؛ حيث تتمتع بمناظر طبيعية خلابة وتنوع بيئي هائل. تضمّ الإمارات مجموعة مدهشة من الحياة البرية، بدءاً من الصحارى الشاسعة، وانتهاءً بالمحميات الطبيعية المتنوعة مثل محمية جزيرة بني ياس، ورأس الخور، والوثبة وغيرها الكثير، إلا أن الحفاظ على هذه الحياة البرية يواجه العديد من التحديات.

فنجد أن توسع المدن والتنمية العمرانية يهدد الحياة البرية. مع تزايد الطلب على الأراضي لبناء المشاريع التجارية والسكنية، يتم تقليص المساحات الطبيعية للحيوانات والنباتات. لذا تتخذ الحكومة والمنظمات ذات الصلة إجراءات للتوازن بين التنمية العمرانية والحفاظ على الحياة البرية. كما يشهد الإقليم والعالم أجمع تغيراً مناخياً، مما يؤثر في الحياة البرية بشكل مباشر. مع الأخذ بالحسبان أن الزيادة المستمرة في درجات الحرارة ونقص المياه المتاحة قد تؤدي إلى نقص وتدهور التنوع البيولوجي، مما يحدو بالدولة إلى تطوير استراتيجيات فعالة؛ لمواجهة تغير المناخ وحماية الحياة البرية.

حكومتنا الرشيدة اتخذت كثيراً من الخطوات المهمة للحفاظ على الحياة البرية، مثل إنشاء المحميات الطبيعية، وتعزيز الرقابة على الصيد غير المشروع، ويمكن استفادة الدول من هذه التجربة الرائدة على سبيل المثال، في تعزيز توعية الجمهور حول أهمية الحفاظ على الحياة البرية، ومساهمته في تعزيز التنمية المستدامة، بحيث يشعرون بالمسؤولية الجماعية تجاه هذا الجانب الحيوي من الإمارات. كما يجب أن تتضمن الجهود المستقبلية للحفاظ على الحياة البرية تعزيز البحث العلمي وإجراء الدراسات المستمرة لفهم النظم البيئية وأثر التغيرات المناخية فيها.

يمكن أن تُسهم التقنيات الحديثة، مثل التصوير الجوي والاستشعار عن بعد، في رصد وتتبع الحياة البرية بطرق فعالة ودقيقة. علاوة على ذلك التركيز على تعزيز البنية التحتية البيئية في الإمارات، من خلال تطوير المسارات والطرق الخضراء وتوجيه السياحة البيئية لتشجيع الزوار على استكشاف الحياة البرية بشكل مسؤول ومستدام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yr9thd5v

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"