أحذية حمراء

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

خبران يحمل كل منهما دلالة مناقضة كلياً للآخر، لكن يجمع بينهما حذاء بلون أحمر. الخبر الأول آت من العاصمة البلجيكية، بروكسل، حيث شارك 10 آلاف شخص في تظاهرة احتجاجية، ووضعوا أحذية حمراء في الشارع، في إشارة إلى النساء اللواتي قتلن من قبل رجل، حسب مسؤولة في منظمة «ميرابال» المدافعة عن حقوق المرأة، التي أشارت إلى وجود نحو 100 جريمة قتل للنساء في بلجيكا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن يعتقد أن الرقم أعلى من ذلك بكثير.
أما الخبر الثاني، والعائد إلى شهور قليلة مضت، فيقول إن مجموعة MSCHF، المسؤولة عن أحذية «ليل ناس إكس» الرياضية، طرحت للبيع حذاء أحمر باهظ الثمن، وهو حذاء مطاطي عملاق مستدير من الأمام بشكل مبالغ فيه، لدرجة تشبه أحذية الشخصيات الكرتونية، وحسب المهتمين بالموضة، فقد جذب هذا النوع من الأحذية التي طرحت للبيع مقابل 350 دولاراً، انتباه مستخدمي الإنترنت، فعلى منصة تيك توك، تجاوز مقطع فيديو واحد، يعرض الحذاء المثير للجدل 3 ملايين مشاهدة، وأكثر من نصف مليون إعجاب في 24 ساعة من عرضه على المنصة.
كل خبرٍ في واد. أحدهما جعل من الحذاء الأحمر علامة على العنف الممارس ضد النساء، أما الثاني فأبعد ما يكون عن كل ذلك، مجرد صرعة أخرى من صرعات الموضة غريبة الأطوار، لا شأن لها بكل ما يعتمل في ثنايا المجتمعات من ممارسات تنتهك حقوق النساء.
الأحذية الحمراء التي وضعت في شوارع بروكسل، هي أحد مظاهر إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي صادف الخامس والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني، حيث دعت الأمم المتحدة إلى إطلاق حملة على مدى 16 يوماً تحت عنوان: «سنتحد لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي»، حيث شهدت عواصم كثيرة فعاليات موجهة لهذه الغاية.
وحين يأتي ذكر الحذاء الأحمر مقترناً بالموت، يحضر الفيلم البريطاني الذي حمل العنوان نفسه، من إخراج مايكل بويل وايمريك بريسبيرغر، وهو مقتبس من رواية تحمل ذات الاسم أيضاً للكاتب الدنماركي هانس كريستيان اندرسن، أدت فيه الممثلة ميورا شاريار دور راقصة باليه جميلة ومتألقة، ليقطع الحب عليها مسيرة النجاحات المتتالية، وحصد الفيلم جوائز عدة، أهمها أوسكار أفضل إخراج فني وأفضل موسيقى.
تتناول رواية اندرسن حكاية فتاة صغيرة، جذب اهتمامها حذاء أحمر، وجدته أجمل من الحذاء بني اللون الذي كانت ترتديه، فاستبدلت حذاءها به، لتكتشف بعد ارتدائه، أنها غير قادرة على التوقف عن الرقص، حتى تورمت ساقاها، فطلبت من حطّاب أن يقطع رجليها كي تتوقف. قطع الحطاب رجلي الفتاة. توقفت عن الرقص وماتت.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/57xytb4w

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"