على الرغم من خضوع تغيرات المناخ، والتأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة، لمباحثات عمرها 28 عاماً، إلا أن الأمر مازال مقلقاً، فالالتزامات التي تعهدت بها الحكومات حتى الآن أقل بكثير من المطلوب، وهذا يعرقل الوصول إلى صاف صفري للانبعاثات بحلول عام 2050.
قد يتساءل البعض عن أسباب الاهتمام بقضايا البيئة وتغيرات المناخ؟ وما يدعو قادة العالم إلى الاجتماع سنوياً لمحادثات ومباحثات في هذا الشأن؟ ولعل أبلغ إجابة عن هذه التساؤلات، تكمن في أن كوكب الأرض أصبح في خطر حقيقي، وباتت المخاطر تهدد سكانه، مع ارتفاع حجم الآثار السلبية بشكل مبالغ فيه.
إذا نظرنا إلى حال كوكبنا بالعودة إلى الوراء عاماً واحداً، سنرى الآثار المدمرة لتغيرات المناخ على الكوكب، إذ إن «صيف» نصف الكرة الشمالي كان الأشد حراً على مستوى العالم، في ظاهرة تعد من نوادر هذا العصر، وهذه العاصفة «دانيال» التي اجتاحت البحر الأبيض المتوسط، والتهمت 5 آلاف شخص في ليبيا، وحرائق غابات جزيرة ماوي، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 115 شخصاً في هاواي، ولكن ما سبب هذه التغيرات المناخية؟ وارتفاع درجة الحرارة لتصل إلى كوارث؟
في الواقع يؤدي الوقود الأحفوري «الفحم» والنفط والغاز، دوراً كبيراً في تغيرات المناخ العالمي، إذ تمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية، ونسبة كبيرة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تحبس حرارة الشمس، وتؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ، كما أن درجة حرارة العالم ترتفع بشكل أسرع في الوقت الراهن، ما يجلب مخاطر على البشر، إذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس، واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد.
الإمارات تجمع قادة العالم في مؤتمر الأطراف «كوب28»، لبحث سبل خفض الانبعاثات، والتأقلم مع ظواهر المناخ المتطرفة، مع التركيز على تفعيل «سباق العالم إلى الصفر»، الذي يحاكي خفض الانبعاثات إلى «الصفر»، وإعادة امتصاص أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي بطرائق مدروسة.
العلم قال كلمته في هذه القضية، وشدد على أن تقتصر زيادة درجة الحرارة العالمية على 1.5 درجة مئوية، لتجنب آثار تغير المناخ والحفاظ على كوكب يصلح للعيش، ويجب خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030، والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
نعلم أن الانتقال إلى عالم «صفر» انبعاثات، يشكل أكبر تحديات البشرية، ولكن يبقى التحول الكامل في أنظمة إنتاجنا واستهلاكنا، الأمل المتجدد في الغد القريب.
