عادي

رغم دعوات التهدئة ومخاوف توسع الصراع.. إسرائيل تتوغل في جنوب غزة

19:57 مساء
قراءة 5 دقائق

«الخليج» - وكالات

توغّلت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية الاثنين، في جنوب قطاع غزة المحاصر الذي وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في اتجاهه، رغم وجود أكثر من مليون مدني، ورغم الدعوات الدولية إلى تخفيف التصعيد، وسط تصاعد المخاوف من توسع النزاع في المنطقة.

وذكر شهود لوكالة فرانس برس أن عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية توغلت في بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس.

وقال أمين أبو هولي (59 عاماً)، وهو من سكان منطقة القرارة، إن «عشرات الدبابات وناقلات الجند والجرافات العسكرية توغلت نحو ألفي متر في بلدة القرارة»، موضحاً أن الدبابات دخلت «من بوابة كيسوفيم العسكرية الإسرائيلية ، وهي تتمركز في منطقة أبو هولي غرب طريق صلاح الدين» الذي يصل بين شمال القطاع وجنوبه.

وقال معاذ محمد (34 عاماً)، وهو صاحب محل أحذية يسكن البلدة، «هربنا عصر أمس أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة وأبي وأمي، الدبابات الآن توجد على جانبي طريق صلاح الدين وتغلقه بالكامل على مفترق المطاحن بين دير البلح وخان يونس، وتطلق القذائف والرصاص باتجاه أي سيارة أو أي مواطن يتحرك بالمنطقة».

وكان المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أعلن الأحد، أن «الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد حماس في كل أنحاء قطاع غزة»، مضيفاً «الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لحماس».

ويشن الجنود الإسرائيليون هجوماً برياً منذ 27 أكتوبر/تشرين الأول في شمال غزة حيث سيطروا على مناطق عدة.

ومنذ استئناف القتال الجمعة بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً مع حركة حماس، ركّز الجيش في شكل أساسي على الضربات الجوية، وتعرضت مناطق في الجنوب لقصف مكثّف.

وأسفرت غارة على مدخل مستشفى كمال عدوان في شمال مدينة غزة الاثنين، عن سقوط عدد من القتلى، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

واتهمت حكومة حماس في بيان الجيش الإسرائيلي بارتكاب «انتهاك خطير» للقانون الإنساني الدولي.

ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي على الفور إن كان قصف محيط المستشفى رداً على اتصال من وكالة فرانس برس، وتتهم إسرائيل حماس بإقامة مراكز في المستشفيات أو تحتها واستخدام المدنيين دروعاً بشرية.

كما طال القصف وفق مصورين ومراسلين لفرانس برس، خان يونس ورفح في الجنوب، ومنطقة دير البلح في الوسط، وغيرها من المناطق، وسقط العديد من القتلى والجرحى.

وقال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي، الاثنين، إن قوات المدرعات والقوات البرية الأخرى تقترب من إنجاز مهمتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وإنها تعمل في أماكن أخرى من القطاع مستهدفة حركة حماس.

وقال البريجادير هشام إبراهيم لراديو الجيش الإسرائيلي: «الأهداف في الجزء الشمالي تم تحقيقها تقريباً، لقد بدأنا بتوسيع التحركات البرية لتشمل أجزاء أخرى من القطاع بهدف واحد: الإطاحة بحركة حماس».

«هجوم رهيب وشيك»

ويحذّر الجيش الإسرائيلي يومياً السكان عبر منشورات يلقيها جواً من «هجوم رهيب وشيك» في خان يونس ومحيطها، داعياً السكان إلى المغادرة.

والأحد، أظهرت لقطات صورتها وكالة فرانس برس سكاناً يفرون من المدينة مشياً أو في عربات أو سيارات كدسوا بعض أغراضهم على سطحها.

وقال إيهاب النجار غاضباً «كنت عائداً إلى منزلي في بني سهيلا (جنوب)، سمعنا صوت ضربة ونزل صاروخ على المنزل، هناك قتلى وإصابات في منتصف الشارع».

وأضاف «صغار، نساء، وشباب ما ذنبهم ليلقى بهم في الشوارع؟ اشعروا فينا يا عرب...».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس في مؤتمر صحفي الاثنين: «نحن لا نحاول تهجير أي شخص كما لا نحاول نقل أي شخص من أي مكان بشكل دائم».

وأضاف «طلبنا من المدنيين إخلاء ساحة المعركة وقمنا بتوفير منطقة إنسانية داخل قطاع غزة» في إشارة إلى منطقة «المواصي» الساحلية، مقراً في الوقت نفسه بأن الوضع في قطاع غزة «صعب».

ومع توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية في قطاع غزة، أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك نهاية الأسبوع عن قلقه كون مئات الآلاف من سكان قطاع غزة «محصورون في مناطق أصغر من أي وقت مضى» في جنوب القطاع.

وأضاف «لا يوجد مكان آمن في غزة».

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه نفّذ نحو عشرة آلاف ضربة جوية منذ بداية الحرب.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 15523 قتيلاً، 70 في المئة منهم نساء وأطفال، منذ بدء القصف المدمّر الذي بدأته إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول رداً على هجوم غير مسبوق لحماس داخل أراضيها.

وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة إنه أمكن خلال الساعات الماضية انتشال 316 قتيلاً و664 جريحاً فقط من تحت الأنقاض ونقلهم إلى المستشفيات، لكن الآلاف ما زالوا تحت الأنقاض.

وقتل في الجانب الإسرائيلي 1200 شخص قضوا بغالبيتهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأعلن الجيش الاثنين مقتل ثلاثة جنود الأحد في شمال قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى الجنود إلى 75 منذ بدء العملية البرية وإلى 401 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بينهم الجنود الذين قضوا في هجوم حماس وجنود احتياط وعناصر أمن.

فوضى في المستشفيات

وتعاني مستشفيات جنوب القطاع فوضى عارمة في ظل تدفق أعداد كبيرة من الجرحى تفوق قدرتها الاستيعابية، فيما نفدت مخزونات الوقود فيها لتشغيل مولدات الكهرباء.

في مستشفى ناصر بخان يونس، وهو الأكبر في جنوب القطاع، تُنقل بعد كل عملية قصف أعداد كبيرة من الجرحى والقتلى من دون أن يتمكن أحد في غالب الأحيان من تحديد هويتهم.

وقال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسيف) جيمس إلدر من مستشفى ناصر «يخونني التعبير لوصف الفظائع التي تطال الأطفال هنا». وكان كتب في وقت سابق على منصة «إكس» (تويتر سابقا) «أرى أطفالاً يصلون بأعداد كبيرة بين الضحايا».

وحذّرت الولايات المتحدة إسرائيل من ارتفاع عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة، من دون أن تشكك في حق حليفتها في «الدفاع عن نفسها».

وقالت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس «قُتل عدد كبير جداً من الفلسطينيين الأبرياء. على إسرائيل فعل المزيد لحماية المدنيين الأبرياء».

وتلقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتصالاً هاتفياً من هاريس الاثنين جرى خلاله بحث الوضع.

وطلبت برلين الاثنين من إسرائيل ضمان حماية «فعلية» للمدنيين في قطاع غزة.

في الضفة الغربية ، قتل فلسطينيان فجر الاثنين برصاص إسرائيلي خلال عملية عسكرية للجيش في مدينة قلقيلية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي الذي قال إنه كان يردّ على إطلاق نار استهدفه.

في مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال القدس، جرح ستة أشخاص خلال اقتحام القوات للمخيم، بينها إصابتان بالرصاص الحي، وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وقال الجيش إنه اعتقل خلال عملياته التي طالت أنحاء متفرقة من الضفة الغربية خلال الساعات الماضية «29 مطلوباً... بينهم خمسة ينتمون إلى حماس»، مشيراً إلى «مصادرة عشر قطع من السلاح».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/f5mf7b6d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"