صعوبات التعلم

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

تعتبر عملية التعلم من أهم العمليات التي يخوضها الأفراد طوال حياتهم. فهي ليست مقتصرة على مرحلة معينة من التعليم، بل تستمر مدى الحياة، حيث يسعى الناس لاكتساب المعرفة وتطوير المهارات في مختلف المجالات. ومع ذلك يمكن أن تظهر صعوبات التعلم كتحديات تواجه الأفراد وتقف في وجه تحقيق أهدافهم التعليمية والمهنية. في البدء يجب أن نفرق بين صعوبات التعلم واضطرابات التعلم؛ فصعوبات التعلم هي مشاكل في القراءة والكتابة أو الرياضيات. أما اضطرابات التعلم فهي مشاكل محددة وخطيرة ومستمرة، والتي يتم تشخيصها من قبل المتخصصين في مجال الصحة مثل عسر القراءة وعسر الكتابة وعسر الحساب وهي أمثلة على اضطرابات التعلم.
ومن أمثلة صعوبات التعلم نجد صعوبات في الفهم والاستيعاب؛ وتشمل هذه الصعوبات صعوبة الفهم الأكاديمي والاستيعاب الجيد للمفاهيم والمواد التعليمية. قد يكون السبب في ذلك هو تعقيد الموضوع أو طريقة تقديم المعلومات. للتغلب على هذه الصعوبة، يمكن للأفراد البحث عن طرق تعليمية بديلة مثل الشروحات عبر الإنترنت أو مساعدة من المعلمين.
الأمر الثاني هو ضعف مهارات القراءة والكتابة؛ إذ تعتبر هذه المهارات أساسية في عملية التعّلم. ومع ذلك، يواجه بعض الأفراد صعوبة في فهم النصوص والتعبير عن أفكارهم بوضوح. ولحل هذه المشكلة يمكن تطوير هذه المهارات من خلال ممارسة القراءة والكتابة بانتظام واستخدام المصادر التعليمية المتاحة. كما نجد قلة التحفيز وفقدان الهدف من أكبر العواقب التي يفتقدها البعض إلى التحفيز اللازم لمتابعة تعلمهم. يمكن أن يكون ذلك نتيجة لعدم وجود أهداف واضحة أو عدم رؤية الفائدة العملية للتعلم. للتغلب على هذه المشكلة، يجب تحديد أهداف تعليمية ومهنية والعمل نحو تحقيقها.
ويعاني بعض الأفراد من صعوبة في الانتباه والتركيز خلال عملية التعّلم، مما يؤثر في استيعابهم للمعلومات. يمكن تحسين التركيز من خلال ممارسة التأمل والاسترخاء والتقليل من الملل. إضافة إلى ضغوط الوقت والتوتر التي قد تزيد من صعوبة عملية التعّلم. من المهم تطوير مهارات إدارة الوقت والبحث عن استراتيجيات للتخفيف من التوتر مثل ممارسة الرياضة وتنظيم الأنشطة الاستراحة.
يجب أن ندرك أن صعوبات التعلم هي جزء طبيعي من رحلة التعليم والتطوير الشخصي. ولا يوجد أحد يتقدم في التعلم دون مواجهة تحديات. من خلال التفكير الإيجابي والاستفادة من الموارد المتاحة، يمكن للأفراد تجاوز هذه الصعوبات والوصول إلى أهدافهم التعليمية والمهنية بنجاح. ويعتبر دور المعلم في إزالة صعوبات التعلم أمراً فعّالاً، إذ يعتمد نجاح الطلاب في التغلب على صعوباتهم التعليمية بشكل كبير على الدعم والتوجيه الذي يقدمه المعلم وتبنّي أساليب تعليمية متنوعة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9s5uyy

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"