التزامات وتعهدات

00:49 صباحا
قراءة دقيقتين

أوشك مؤتمر الأطراف «كوب 28» على الانتهاء، إذ شاهدنا خلاله مناقشات ومباحثات طالت كل ما يخص تحديات البيئة والآثار المترتبة على تغيرات المناخ الراهنة والمتوقعة؛ فالعالم كله كان في ضيافة الإمارات التي لم تكن مجرد مضيف لحدث عالمي هام، بل صاحبة دور مؤثر استنهض العالم مجدداً لإنقاذ الكوكب.

لم ننتظر كثيراً لكي نحصد إنجازات «كوب28» ونلامس نتائجه التي ترسم مستقبلاً مناخياً جديداً للبشرية لتتوالى الإنجازات وتأتي النتائج فورية في أول 5 أيام من الحدث الأكبر عالمياً، إذ نجح المؤتمر في استقطاب 83 مليار دولار في أيامه الأولى، لنبدأ بهذا الرقم مرحلة جديدة من العمل المناخي.

الإمارات سباقة كعادتها في مضمار الإنجازات، إذ أطلقت صندوقاً للاستثمار المناخي بقيمة 30 مليار دولار، يركز على جذب وتحفيز التمويل الخاص، وخصصت 200 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة إلى «الصندوق الاستئماني للصلابة والاستدامة»، و150 مليون دولار لأمن المياه، لتسجل حضوراً قوياً تأكيداً على جهودها المتنامية ودورها البارز في إنقاذ الكوكب.

المتابع لأعمال «كوب28» في نسخته الراهنة، يجد أن الالتزامات والتعهدات التي تم إطلاقها استثنائية جملة وتفصيلاً، إذ إن لدينا إصدارات لما يقرب من 11 تعهداً وإعلاناً بدعم واسع النطاق للمرة الأولى في تاريخ الحدث، تحاكي في مضمونها الانتقال إلى أنظمة غذائية مستدامة، والطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة. وهناك مبادرات نوعية لخفض الانبعاثات من الصناعات بأنواعها.

الصناديق الخاصة بالبيئة والمناخ كان لها نصيب كبير من التعهدات الدولية خلال «كوب28»، إذ ذهب 3.5 مليار دولار لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر و133.6 مليون دولار لصندوق التكيّف لخطط واتجاهات المرحلة المقبلة، مقابل 129.3 مليون دولار مقدمة لصندوق البلدان الأقل نمواً، وكان نصيب الصندوق الخاص لتغير المناخ 31 مليون دولار.

في الواقع تألقت رئاسة «كوب28»، عندما توصلت لاتفاق تاريخي لتفعيل صندوق عالمي للمناخ ومعالجة تداعياته، لاسيما أنه تلقى تعهدات دولية تمويلية بقيمة 726 مليون دولار، ليمتطي بعدها البنك الدولي ركب المساهمات، ويقر زيادة قدرها 9 مليارات دولار سنوياً لتمويل مشروعات المناخ، ولحقت به بنوك التنمية متعددة الأطراف الأخرى لتقر زيادة إضافية في الدعم المقدم للعمل المناخي بقيمة تتجاوز 22.6 مليار دولار.

ما نراه اليوم ليس مزاداً إعلانياً، بل حالة من الاستنفار العالمي لحماية الكوكب والبشرية من شر المخاطر التي تلوح بها تغيرات المناخ، وما يصاحبه من تلوث بيئي وانبعاثات تهدد الأخضر واليابس. ولا يجوز أن نحمّل مسؤولية قضايا المناخ إلى دولة بعينها، بل يتحملها سكان الأرض جميعاً، ولن يصلح شأن البيئة والمناخ إلا بتضافر الجهود وتوحيد الرؤى والاتجاهات في هذا الشأن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/26ybdm8b

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"