من متطلبات النجاح والتفوق وتحقيق المنجزات، التطوير الشخصي للقدرات والمعارف والمواهب، وهي عملية نمو وتحسين للذات مستمرة ودائمة، وكما هو واضح فإنها تتطلب الجدية والالتزام. وهذا التطوير، لا ينحصر في جانب واحد، بل هو يشمل العقل والجسد وأيضاً السلامة النفسية. ونحتاج إلى نهج عملية ناجحة من التطوير الذاتي، والسعي نحو اكتساب المعرفة، والتعلم باستمرار، وفي هذا العصر باتت عمليات التعلم متاحة، فقد وفرت شبكة الإنترنت منظومة واسعة من المواقع والتطبيقات والحسابات التي تقوم بمهمة التعليم عن بعد، أو التدريب ونحوها من طرق ووسائل التعلم، وبالتالي زيادة المهارات سواء المهنية أو التقنية، أو حتى المواهب.
ودون شك أن عملية التعلم ستقود لتحسين الثقة بالنفس، والتفكير الإيجابي، بل القدرة على الصبر في مواجهة الصعوبات والتحديات. في نهاية المطاف، سيساهم التطوير الشخصي في التقدم المهني وتحقيق النجاح، لأنه سينمي مهارات عديدة مثل الروح القيادية، والقدرة على التأثير الإيجابي. وتبقى الرغبة الشخصية، وهاجس التطوير والنمو الشخصي، العامل الأهم والحاسم، عند الرغبة في اتخاذ خطوات لتحقيق النجاح، ودونها لن يكون هناك أي تقدم أو أي إبداع وتميز.
من الأهمية أن تكون مهارات التطوير الشخصي جزءاً من منظومة التعليم، جزءاً من تدريب يتم منحه للأبناء في مقتبل العمر، لتعلمه والسير على أثره، لأن الوعي والمعرفة بأهمية التطوير الذاتي والشخصي، شيء، وتعلم الطرق والمهارات لتطبيقه وتحقيقه شيء آخر. هناك سلسلة من التدريبات والورش، والبرامج، ونحوها، التي تتطلب الإلمام بها، حتى يتمكن الفرد من جعل التطوير الذاتي جزءاً من تفكيره، ومسيرته الحياتية. وفي هذا السياق، يجب الإلمام بالأثر الإيجابي والقوي لعملية التطوير الذاتي، واستمرارها، فهي تحقق النجاح، وتساهم في تعزيز الثقة بالنفس، وأيضاً تطور الإبداع، وتنمي الابتكار، وهي فوائد ومكاسب عظيمة لأي مجتمع. وعندما نعلم النشء منذ نعومة أظفارهم مهارات وطرق تطوير النفس والذات، وتطوير معارفهم ومواهبهم، فنحن في الحقيقة نطور المخرجات، ونزيد في المكاسب، وهي جوانب حيوية في مسيرة أي مجتمع نحو الاقتصاد القوي، ونحو التنمية الفعالة الشاملة.
عندما يكون الفرد لديه هاجس للتطوير الذاتي، فإنه سيقوم بهذه المهمة بشكل آلي، ودون رقابة، أو دون أي رعاية، لأن لديه هاجساً خاصاً بالنجاح، ولأنه تعود منذ صغره على أخذ زمام المبادرة.
