عادي
مرافعة تاريخية لجنوب إفريقيا تؤكد إبادة الفلسطينيين في غزة

إسرائيل داخل قفص الاتهام بمحكمة العدل الدولية

02:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

انطلقت، أمس الخميس، جلسات استماع محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بارتكابها جريمة «الإبادة الجماعية» في قطاع غزة، فيما انتقدت إسرائيل موقف جنوب إفريقيا ووصفتها بأنها «ذراع حماس القانونية»، فيما استشاط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مرافعة اليوم الأول من المحاكمة، زاعماً أن تل أبيب «هي التي تحارب الإبادة الجماعية» وأن الدعوى «أكاذيب»، فيما قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن محكمة العدل الدولية مستقلة، مؤكدا أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يحترم إجراءات المحكمة وقراراتها.

وخلال الجلسة، لفت الفريق القانوني لجنوب إفريقيا إلى أن «الفلسطينيين يتعرضون لقصف لا يتوقف أينما ذهبوا ويقتلون في كل مكان يلجؤون إليه»، مبيناً أن «إسرائيل تحدد مناطق آمنة للفلسطينيين في قطاع غزة قبل أن تقوم بقصفها». وذكر أن «أعمال القتل الإسرائيلية كبيرة جداً وجثث الفلسطينيين تدفن في مقابر جماعية»، وأفعالها تشير إلى نية ارتكاب إبادة، وهذه النية «تتجذر في قناعتها بأن العدو ليس حماس وإنما نسيج حياة الفلسطينيين في غزة». وشدد على أن «مئات من العائلات في غزة مسحت بالكامل ولم يبق منها أي فرد على قيد الحياة، بينما الجنود الإسرائيليون يلتقطون صوراً لأنفسهم وهم يحتفلون بتدمير المدن والقرى»، مؤكداً أن «ما يدخل قطاع غزة من مساعدات لا يكفي حاجة سكانه، وأكثر من 80% من سكان غزة يعانون الجوع». وأضاف: «إسرائيل فرضت عن عمد ظروفاً في غزة لعدم السماح بالعيش والتدمير الجسدي للفلسطينيين، وتتعمد خلق ظروف تحرم الفلسطينيين من المأوى والمياه النظيفة»، مشيراً إلى أن «الأمراض والجوع تفتك بالقطاع، كما أن المصابين محرومون من الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياتهم». واتهم الفريق القانوني لجنوب إفريقيا إسرائيل ب«ارتكاب عنف جنسي بحق النساء والأطفال»، جازماً أن «ما أثبتته الوقائع في قطاع غزة يقتضي تدخل هذه المحكمة».

وأشار إلى أن «قادة في الجيش الإسرائيلي استخدموا مصطلح «الحيوانات البشرية» في الحديث عن الفلسطينيين في قطاع غزة، وأعضاء في الكنيست حرضوا على محو غزة عن الكرة الأرضية، ووزير الجيش غالانت أعلن عن فرض حصار كامل على القطاع».

وفي الشكوى التي تقع في 84 صفحة ورفعت إلى محكمة العدل الدولية أعلى هيئة تابعة للأمم المتحدة، طالبت جنوب إفريقيا القضاة بإصدار أمر عاجل لإسرائيل ب«تعليق فوري لعملياتها العسكرية» في قطاع غزة. واتهمت بريتوريا إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وقال وزير العدل في جنوب إفريقيا رونالد لامولا «لا يمكن لأي هجوم مسلّح على أراضي دولة مهما كانت خطورته... أن يقدّم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية». وقالت محامية من وفد جنوب إفريقيا إلى المحكمة عادلة هاشم إن «الوضع بلغ حداً بات فيه خبراء يتوقعون أن يموت عدد أكبر من الناس جراء الجوع والمرض» منه جراء أفعال عسكرية مباشرة. وأضافت إن إسرائيل دفعت السكان في غزة «إلى حافة المجاعة». وتابعت «لا يتم الإعلان مسبقًا عن الإبادات، لكن أمام هذه المحكمة ميزة الأدلّة التي تم جمعها خلال الأسابيع ال13 الماضية والتي تُظهر بلا شك نمطًا من السلوك والنوايا التي تبرر الادعاء المعقول بارتكاب أعمال إبادة».

وبالمقابل، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، أن جنوب إفريقيا تلعب دور «الذراع القضائية في خدمة حركة حماس». ووصفت محامي بريتوريا بأنهم «ممثلو حماس في محكمة» العدل الدولية، بينما أبدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انزعاجه الشديد، وقال في مقطع مصور وفي بيان باللغة العربية «العالم مقلوب رأسًا على عقب، حيث يتم اتهام دولة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حين أنها تحارب الإرهاب والأكاذيب»، وفق تعبيره. كما هاجم جنوب إفريقيا التي رفعت الدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل، وقال «صراخ نفاق جنوب إفريقيا يصل إلى السماء». وأكد نتنياهو مواصلة ما وصفه «بالحفاظ على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، وتأمين مستقبلها حتى النصر الكامل»، وفق قوله.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/bdctpd2j

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"