عادي

«وداعاً جوليا».. مأساة وطن

22:56 مساء
قراءة دقيقتين

بقلم: مروة السنهوري

حظي الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» بنجاح جماهيري كبير، إذ ارتفعت إيراداته في مصر إلى مليونَي جنيه، متفوقاً على أفلام مصرية أبطالها نجوم شباك، إلى جانب نجاح نقدي، إذ تُوج بأكثر من 20 جائزة في مهرجانات عالمية. ولعل من أبرزها «جائزة الحرية» من «مهرجان كان»، ويعد ذلك يعد إنجازاً ليس للسينما السودانية فحسب، بل للسينما العربية، بشكل عام.

تبدأ أحداث الفيلم عقب اغتيال زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق، في عام 2005، ونجح المخرج والمؤلف محمد الكردفاني، الذي أغراه بريق السينما بترك تخصص الهندسة، في أن يتناول الانفصال الذي عرفه السودانيون بأوجاعه وأزماته من خلال أسرتين واحدة من الشمال، وأخرى من الجنوب.

مروة السنهوري

الفيلم هو أول فيلم يقدم صورة حيوية مملوءة بالحركة لتلك الفترة من التوتر في الواقع السوداني. وبراعة المخرج والمؤلف محمد كردفاني تمثلت في وضعه كل عناصر الجذب التي مسّت قلوب المشاهدين السودانيين والعرب، عبر علاقة صداقة بين امرأة من الشمال، وأخرى من الجنوب.

امتاز سيناريو الفيلم الذي استغرق التحضير له أربع سنوات، بوضوح الرؤية وتناسق انتقالاته المحسوبة للمصور المبدع بيير دي فيليه، وترمز العلاقة بين الشخوص في الفيلم إلى الصلة المعقدة بين الشمال والجنوب، عبر الأسرتين.

بطلة الفيلم تقع في تناقضات داخل نفسها، إذ تميل إلى خداع ذاتها مع رغبتها في التكفير عن ذنبها عن طريق الشفقة والتعويض المادي. يمنح المخرج متنفساً في الفيلم بين أجواء التوتر والقلق بمشاهد غنائية بديعة بصوت منى التي تؤدي دورها المغنية إيمان اليوسف.

فيلم «وداعاً جوليا» جواب واضح وصريح على أسئلة مصيرية مثل: لماذا دخل السودان في أتون الحرب الطاحنة؟ لماذا تعد العنصرية والتمييز الديني والعرقي آفة بشرية؟، ويشرح بكل وضوح أسباب ما يعانيه سوداننا الحبيب الآن.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/jf2yyx9t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"