توسيع رقعة الحرب

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

كرة الثلج تتدحرج وتكبر، ولم يعد الحديث عن توسيع رقعة الحرب بما يتجاوز الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة مجرد احتمال، بل أصبح أقرب من أي وقت مضى.

إن احتمال فتح جبهات جديدة للصراع بات متوقعاً، في ضوء المعطيات التي بدأت تفرض نفسها في الميدان، بما يتجاوز حصرها في قطاع غزة، إذ إن هناك وقائع جديدة وحسابات جديدة للأطراف المعنية بالصراع القائم، نظراً لتشابك التدخلات الإقليمية والدولية.

لا يبدو أن هناك إمكانية للتوصل إلى تفاهمات كبرى بين الدول المعنية بإبقاء الصراع محدوداً في إطاره الحالي، فالواقع الميداني يشهد تحولات تدل على أن توسيع الحرب بات ممكناً أكثر من أي وقت مضى، رغم الحديث عن رغبة كل من الولايات المتحدة وإيران في عدم الانجرار إلى توسيع رقعة الحرب.

إن المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة وبريطانيا لم تكتفيا بتأمين الحماية لإسرائيل، من خلال وجود أساطيلهما في البحر الأبيض المتوسط، وتوفير جسور جوية وبحرية لإمدادها بما تحتاج إليه من سلاح، بل انتقلتا إلى البحر الأحمر لمواجهة جماعة الحوثي التي فرضت حظراً على السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، حيث قامتا بسلسلة هجمات بالطائرات والصواريخ على مواقع عسكرية حوثية في مناطق مختلفة من اليمن.

من جهتها، عمدت إيران إلى المبادرة بإطلاق صواريخ باليستية على مواقع في مدينة أربيل العراقية قالت إنها «مراكز تجسس للموساد وتجمعات لجماعات إرهابية مناهضة لها»،ما أثار حفيظة الحكومة العراقية التي رأت فيه «تهديداً لاستقرار المنطقة»، كذلك عمد الحرس الثوري الإيراني إلى استهداف مواقع ل«داعش» في شرق سوريا وصفها بأنه مسؤولة عن التخطيط لهجوم كرمان الأسبوع الماضي أدى إلى مقتل نحو 100 شخص.

من المعروف أن الجماعات العراقية الموالية لإيران ( الحشد الشعبي) كانت تقوم منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول) الماضي بقصف قواعد ومنشآت أمريكية في كل من سوريا والعراق، لكن هذه المرة تولت إيران مباشرة تنفيذ الهجمات الصاروخية، ولم تعد تكتفي ب«الردود المحسوبة» التي ينفذها «الحشد الشعبي»، إضافة إلى ذلك قيامها باحتجاز ناقلة نفط أمريكية في بحر عُمان. وهذا يعني الانخراط المباشر التمهيدي بالحرب.

يضاف إلى ذلك، أن جبهة الشمال المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله منذ الثامن منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بدأت هي الأخرى تتوسع متجاوزة خطوط القتال التقليدية إلى العمق اللبناني شمالي نهر الليطاني، وإلى العمق الإسرائيلي باتجاه صفد، حيث «قاعدة ميرون» الجوية التي تم استهدافها ب 62 صاروخاً. في حين أشار قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري غوردين بعد إجراء مناورات تحاكي الهجوم على لبنان إلى «أننا أكثر استعداداً من أي وقت مضى، وسنواصل الاستعدادات والتقييمات»، بينما توقع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيال حولانا أن يصل عدد القتلى في إسرائيل حال اندلاع حرب مع حزب الله إلى 15 ألف قتيل. وهذا يستدعي من القيادة السياسة والعسكرية الإسرائيلية إجراء مراجعة لحسابات الربح والخسارة في حال سقوط «الخطوط الحمر»، وتوسع معارك الشمال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mwe9kfwb

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"