هل تنسحب أمريكا من سوريا والعراق؟

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

في أواخر عام 2018 قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، بعد أن تمكنت من «هزيمة تنظيم داعش»، لأن ذلك كان المبرر الوحيد لوجودها هناك». ومع ذلك لم يتحقق الانسحاب، بل عاد ترامب بعد نحو عام ليقول: «حان الوقت كي تخرج الولايات المتحدة من الحروب السخيفة التي لا نهاية لها في سوريا».

لكن قرار ترامب لم ينفّذ، وبقيت القوات الأمريكية في سوريا في إطار «تحالف دولي»، لهزيمة «داعش» في كل من سوريا والعراق.

لماذا لم يتم الانسحاب الأمريكي من البلدين؟

لم يعد الوجود العسكري الأمريكي مرتبطاً بتنظيم «داعش» الذي تحلل إلى مجموعات شاردة في قفار الصحراء بين سوريا والعراق، بل هناك معلومات مؤكدة تتحدث عن دور أمريكي في استخدام شراذم «داعش» في عمليات عسكرية، في كل من العراق وسوريا، بين الحين والآخر، لتبرير وجودها. إضافة إلى أن الوجود العسكري الأمريكي هدفه مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، والقوى التي تعمل معها من خلال السعي إلى قطع الطريق البري بين إيران والعراق وسوريا ولبنان عبر قاعدة التنف العسكرية، الواقعة على مقربة من الحدود السورية- العراقية والقواعد الأخرى داخل العراق، ومن بينها قاعدة «عين الأسد» وقاعدة «بلد» في الأنبار، وذلك كجزء من حماية أمن إسرائيل.

ثم أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ( 24 قاعدة عسكرية) مرتبط بدعم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وسيطرتها على حقول النفط والغاز، لأن الانسحاب يعني انهيار الإدارة الذاتية الكردية، وعودة مناطق شمال وشرق سوريا إلى حضن الوطن السوري، وهو أمر يتناقض مع الأهداف الأمريكية المناهضة للحكومة السورية.

وفي الجانب العراقي، لا يختلف الوضع كثيراً، إذ إن القوات الأمريكية الموجودة في العراق، من خلال قواعد عسكرية متفرقة في مختلف المحافظات، وخصوصاً في الشمال، حيث توجد سبع قواعد تعمل في مهام تدريب في إطار «اتفاقية أمنية» مع الحكومة العراقية، لكن هذا الوجود يتجاوز دور التدريب إلى التصدي للنفوذ الإيراني أيضاً.

في الحرب الإسرائيلية على غزة والانخراط الأمريكي المباشر فيها لمصلحة تل أبيب، تطورت أوضاع الوجود العسكري الأمريكي في كل من سوريا والعراق، حيث تعرضت معظم القواعد الأمريكية في البلدين لهجمات يومية بالصواريخ والطائرات المسيرة من جانب ميليشيات عراقية، دعماً للشعب الفلسطيني، زادت على 130 هجوماً، وأدت إلى وقوع إصابات بين الجنود الأمريكيين، ما اضطر القوات الأمريكية إلى الرد باستهداف مواقع هذه الميليشيات في البلدين، ومن بينها موقع ل«حركة النجباء»

( إحدى فصائل الحشد الشعبي) في بغداد، ما أدى إلى مقتل أحد مسؤولي الحركة، الأمر الذي استفز الحكومة العراقية واعتبرته «انتهاكاً لسيادة العراق». وعلى الأثر دعا رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني «إلى خروج سريع ومنظم» لقوات التحالف.

وفيما بدأ العراق فعلاً في مناقشة خروج قوات التحالف، تم إعلان عن انسحاب الجيش الأمريكي سراً من قاعدة «هيمو» غربي مدينة القامشلي في ريف الحسكة، بعد تعرضها لهجمات متكررة خلال الشهرين الماضيين، ويمثل هذا الانسحاب تطوراً مهماً في منعطف حرج تواجهه القوات الأمريكية في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3ycu7fca

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"