للضرورة أحكام

03:10 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

* لو أن الأمر كان يحتمل التأجيل في نادي الشارقة؛ لما بادر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، للتدخل السريع على النحو الذي رأيناه ، بالنسبة إلى حل مجلس الإدارة وتكليف علي المدفع بتشكيل إدارة جديدة، ويُستشف من هذه المبادرة العاجلة ما يلي:

1 أن الأزمة كانت كبيرة وتقتضي التدخل.

2 أن النادي كبير وغير مسموح بوصول الأمور فيه إلى حد التراشق والاختلاف بين الإدارة وشركة الكرة.

3 أن الكيان الجديد للنادي منذ قرار الدمج الشهير يجب ألا تتسرب إليه «سوسة» من هو «شرقاوي»، ومن هو «شعباوي» في أي خلاف.

* «للضرورة أحكام».. كل ما نصادفه هذه الأيام في ظل أزمة كورونا يندرج تحت هذا العنوان، فالظرف استثنائي جداً، ويقتضي التكيف والقبول والإذعان من دون تردد، وفي مسألة تخفيض الرواتب بالنسبة للاعبين والمدربين، كل الشروط والضوابط الموضوعة سليمة ومقنعة، وفقط أوصي بألا تستغل بعض الأندية حقها في استثناء لاعبين بعينهم، كما أنصح اللاعبين، وخاصة النجوم منهم، بأن يكونوا مبادرين وسباقين إلى إعلان الموافقة والاستعداد من جانبهم ليكونوا قدوة لزملائهم من ناحية، وليصدوا بعضاً من سهام النقد التي تطالهم هذه الأيام عبر رسائل السوشيال ميديا، وأحدث ما وصلني قول أحد المغردين: «إن لاعب الكرة يتقاضى راتباً يعادل مجموع رواتب سبعة أطباء وسبعة ممرضين وممرضات!»، وقول آخر: «إن الكادر الصحي يستحق أكثر مما يكسبه أساطير الرياضة».

* لا يوجد على وجه الأرض ماهو أقسى من تغيير المرء لعاداته، قرأت هذا المعنى منذ سنوات طويلة في قصة "سارة" للكاتب الكبير عباس محمود العقاد يرحمه الله، وأذكر أنه استشهد بأكثر حقائق الحياة إيلاماً وهي الموت، وقال إن ما يعذبنا في حقيقة الموت أنه يجبرنا على تغيير عاداتنا لغياب من غيبهم عنا، وتذكرت هذا المعنى بسبب اضطرارنا جميعاً لتغيير عاداتنا هذه الأيام، وحمدت الله لأننا غيرنا عاداتنا «فقط» بسبب إجراءات احترازية من الإصابة بالفيروس إياه، فاللهم اكتب لنا السلامة واكشف هذه الغمة ولا تحرمنا من عاداتنا التي كانت في تفاصيلها العادية والصغيرة تصنع سعادتنا من دون أن ندرك نعمتها ونقدر قيمتها.

* «إنسانيتنا» هي الباقية معنا، ونحن جالسون في بيوتنا بعد أن تخلينا طواعية واختياراً عن كل ماعداها من صفات ورتب ومناصب واعتبارات مختلفة، والمهم ألا نفقدها مجدداً عندما تنتهي الأزمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"