المخترعات والمبتكرات للخير... لكن!

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

دون شك أن الثورة الاتصالية التي نعيشها وما رافقها من تطورات كبيرة في مجالات التكنولوجيا والتقنيات المختلفة، أحدثت الكثير من الإيجابيات والفوائد للبشرية، ولكنها أيضاً أظهرت البعض من السلبيات. ولعل هذه الحالة تشبه كل مخترع وابتكار قدمه الإنسان، حيث يحمل في طياته الفائدة والإيجابية أو السلبية، وتبقى الاستخدامات لهذا الاختراع أو المبتكر، رهن الإنسان نفسه، وإذا أمعنا النظر، فإن معظم المخترعات أو المبتكرات هدفها إيجابي، وهو خدمة الإنسان وتطوير الحياة البشرية. لكن يحدث سوء استخدام.

التقنيات الاتصالية الحديثة، التي نعيشها، ليست في معزل عن مثل هذا التوصيف، فلو استعرضنا بشكل سريع أهم الفوائد والإيجابيات، سنجد أنها ساهمت في تحسين جودة الحياة، ويكفي أنها تمنحنا ما نحتاج إليه من معلومات بسرعة ودقة، وهي المعلومات التي كانت عصية وصعبة قبل بضع سنوات، وفضلاً عن هذا أدت لظهور مخترعات مهمة في مجالات الطب والرعاية والثقافة والتعليم وغيرها، كما أنها قادت ثورة في مجالات الترفيه والتسلية، لأنها طورت مفاهيم العرض التلفزيوني، ولا ننسى الهواتف الذكية، التي تعتبر نتاجاً لهذه الثورة أو واحدة من أدواتها ومخرجاتها.

والأهم أن هذه الثورة التقنية الاتصالية، أدت لنمو الإنتاجية، وزيادة الأعمال، وتناقل سريع للأفكار بدقة وكفاءة. كما أنها ساهمت في تقوية وتعزيز التواصل سواء على مستوى الأفراد أو حتى على مستوى الدول والمجتمعات. ولا يمكن نسيان ما أحدثته في مجالات المعرفة، حيث جعلت التعليم متاحاً ولا ينحصر بالمكان أو الزمان، وسمحت بتنقل المعلومة بشكل سريع وسهل لأي موقع من أرجاء العالم.

ومع هذا توجد بعض السلبيات، ولكنها نتاج سوء الاستخدام، من بينها حالات الإدمان، حيث يتم قضاء الساعات الطوال في التنقل بين المواقع والتطبيقات، ومع مثل هذه الحالة تقع حالات من التشتت وإهمال المسؤوليات، وضعف العلاقات، وظهور العزلة والوحدة والمشاعر السلبية.

أيضاً بسبب هذه التقنيات، تحدث مقارنة، لماذا لست في نفس المستوى لهذا أو ذاك؟ ومن هنا ينمو تدهور في تقدير الذات، وعدم الثقة في النفس، أيضاً قد تحمل محتوى سلبياً، مثل العنف أو الكراهية أو التنمر، ومعها تظهر حالات مرضية من التوتر والقلق والاكتئاب، وغيرها... من المهم عند استخدامنا لأي من أدوات هذه الثورة التقنية، تجنب المخاطر المحتملة، وتحديد إطار زمني لتجنب الإفراط واستهلاك الوقت فيها. وأن يكون التركيز على المحتوى، الذي يحقق لنا الفائدة، ويكسبنا المعرفة والمهارة التي نحتاج إليها.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5ftxtvay

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"