الحياة الاجتماعية والعلاقات الطيبة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يتردد على نطاق واسع أن الإنسان اجتماعي، والحقيقة أن الواقع يثبت بكثير من الشفافية هذا الجانب، إلا أن طبيعة الحياة المعاصرة تفرض على البعض من الناس جانباً من العزلة، أو تحتم الظروف أن يعيشوا وفق نمط محدد بعيد عن التفاعل مع الآخرين. ودون شك أن مثل هذه الحالة لها أضرار نفسية على الفرد، فالإنسان بحاجة للمجتمع، وللشعور بالتفاعل مع الآخرين. والموضوع الاجتماعي، والاختلاط بالناس، لم يعد تنظيراً أو شعارات، أو كلمات عامة، يتم التحدث عنها، إنما باتت هناك دراسات وبحوث علمية تثبته، وتثبت جدواه وأهميته للإنسان، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي، هناك دراسات تحدثت عمن يملك علاقات اجتماعية، وروابط وصلات مع الناس، بأنه يعيش حياة أكثر صحة، لأن العلاقات الاجتماعية والصلات والروابط مع الناس، تخفض حالات التوتر، وتقوي جهاز المناعة، في جسم الإنسان، وبالتالي يكونون أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري، وغيرها من الأمراض. بل الفوائد تمتد على الصحة النفسية أيضاً، حيث يرى عدد من المختصين بالطب النفسي، أن العلاقات الاجتماعية، تمنح مشاعر مفعمة بالرضا والسعادة، وبالتالي تنخفض حالات القلق والتوتر، وأن الثقة والاعتزاز بالنفس، تكونان حاضرتين وقويتين. والحقيقة أن التواصل مع الآخرين، وبناء علاقات جيدة مع محيطك، سواء في الحي الذي تسكنه، أو في مقر عملك أو غيرهما، لها فوائد أخرى تتعلق بطبيعة الفرد نفسه، فالإنسان الذي يكون منفتحاً على الآخرين، ومرحباً بالجميع، يكون لديه اعتزاز وثقة بالنفس عالية، ولديه مهارة كبيرة في التواصل والتفاعل مع الناس، وهذا له مكاسب وفوائد عديدة، من بينها الحصول على المشورة والمساعدة، عندما يتعرض لمحنة أو موقف قاس، أو ظروف صعبة، فهو يجد النصائح والخبرات، وأيضاً يجد المساعدة، فهو لا يعيش لوحده، أو بعيداً عن الناس، إنما يتفاعل معهم ويصلهم، ودون شك أنهم لن يتركوه لوحده يصارع مشكلة تعترضه. ولعل أول خطوة نحتاجها، نحو الحياة الاجتماعية، نحو التمتع بعلاقات طيبة ومثمرة وناجحة مع الآخرين، سواء مع الأقارب أو الأصدقاء، أو مع زملاء العمل، منحهم الوقت، وتفقدهم، والسؤال عنهم، وإظهار اهتمامك، واعتزازك بمعرفتهم، وتقديم المساعدة والدعم، وفق إمكانياتك وقدراتك، ولا تنس مشاركتهم أفراحهم ومناسباتهم أياً كان نوعها.

نحن نحتاج للحياة الاجتماعية، نحتاج للشعور بالآخرين، فقد تكون كلمة من أحدهم، أو نصيحة، أو توجيه، باباً لخير كثير، وتختصر سنوات عديدة من العمر.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/93fba6mm

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"