عادي
تعاون استراتيجي بعد سنوات من القطيعة

السيسي وأردوغان يدشنان صفحة جديدة بين مصر وتركيا

01:17 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
السيسي وأردوغان يتبادلان مقررات اتفاقية التعاون بين البلدين في القاهرة (رويترز)
جانب من جلسة المباحثات المصرية التركية (رويترز)

شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتحقيق التهدئة في الضفة الغربية لتحقيق السلام، وأعلنا فتح صفحة جديدة بما يثري العلاقات بين البلدين، ووقعا مذكرات تفاهم والإعلان المشترك لإعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا.

وقال السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان، إن العلاقات بين البلدين خلال سنوات القطيعة، شهدت استمرار التواصل على المستوى الشعبي، كما شهدت نمواً في العلاقات التجارية والاستثمارية خلال تلك الفترة. وأشار إلى أن مصر هي الشريك التجاري الأول لتركيا في إفريقيا، وهي «من أهم مقاصد الصادرات المصرية التجارية».

وذكر السيسي أنه يرحب بأردوغان في القاهرة «في أول زيارة له إلى مصر منذ أكثر من 10 سنوات، لنفتح معاً صفحة جديدة بين بلدينا، بما يثري علاقاتنا الثنائية، ويضعها على مسارها الصحيح». ووقع السيسي وأردوغان مذكرات تفاهم والإعلان المشترك لإعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا.

وذكر أن التجربة «أثبتت الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال في البلدين»، معلناً السعي إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القادمة، وفتح مجالات جديدة للتعاون.

وبدأ أردوغان، أمس الأربعاء، زيارة رسمية لمصر، يبحث خلالها القضايا العالمية والإقليمية وخطوات تحسين العلاقات الثنائية بعد قطيعة دامت 10 أعوام.

ولفت السيسي إلى أن اللقاء مع الرئيس التركي شدد على «اهتمامنا بتعزيز التنسيق المشترك، والاستفادة من موقع الدولتين كمركزي ثقل في المنطقة، بما يثبت تحقيق السلم والاستقرار، ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية».

وقال إن الدولتين تواجهان «تحديات مشتركة مثل خطر الإرهاب، والتحديات الاقتصادية، والاجتماعية، التي فرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة».

وأشار السيسي إلى تلقيه دعوة من الرئيس التركي لزيارة أنقرة في إبريل/نيسان، «لمواصلة العمل على ترفيع علاقات البلدين في شتى المجالات بما يتناسب مع تاريخهما وإرثهما الحضاري المشترك».

وذكر أنه توافق مع أردوغان خلال المباحثات على «ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري وتحقيق التهدئة في الضفة الغربية، حتى يتسنى استئناف عملية السلام في أقرب فرصة، وصولاً إلى إعلان دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 4 يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية».

ولفت إلى توافق بين البلدين على تعزيز التشاور حول الملف الليبي «بما يساعد على عقد الانتخابات التشريعية والرئاسية وتوحيد المؤسسة العسكرية».

وقال إن نجاح دول المنطقة في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا «سيمثل نموذجاً يحتذى به حيث إن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وتسوية الخلافات القائمة فيها».

ورحب السيسي بالتهدئة في منطقة شرق المتوسط، وأعرب عن تطلعه إلى «البناء عليها وصولاً إلى تسوية الخلافات بين دول المنطقة للتعاون لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية المتاحة».

وقال السيسي إن المباحثات بين البلدين أكدت «اهتمامنا المشترك بالتعاون في إفريقيا والعمل على دعم مساعيها للتنمية وتحقيق الاستقرار والازدهار».

من جانبه، قال الرئيس التركي إن تركيا تتقاسم مع مصر «تاريخاً مشتركاً يمتد لما يزيد على ألف سنة»، مشيراً إلى رغبة بلاده في أن ترتقي «بمستوى علاقاتنا إلى المسار اللائق. والإرادة نفسها موجودة لدى الجانب المصري».

وقال أردوغان إن «المأساة الإنسانية في غزة تصدرت جدول أعمال محادثاتي مع الرئيس السيسي»، مبدياً استعداد بلاده للتعاون مع مصر في إعادة إعمار قطاع غزة.

وأضاف أردوغان «نتطلع لدعم مصر لبناء مستشفى ميداني في غزة»، مؤكداً أنه لا يمكن تهجير السكان من قطاع غزة، معرباً عن تقدير تركيا للموقف المصري حيال هذا الأمر.

ووجه أردوغان انتقادات حادة لإسرائيل قائلاً إن «حكومة نتنياهو مستمرة في القتل والدمار والحرب في غزة وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية»،

وعن العلاقات الثنائية بين البلدين، قال أردوغان «نقيم التعاون في مجالات الطاقة وصناعة الدفاع مع مصر».

وأضاف «اتفقت مع نظيري المصري على زيادة حجم التجارة مع مصر إلى 15 مليار دولار على المدى القصير، ونحن عازمون على زيادة استثماراتنا في مصر بقيمة 3 مليارات دولار».

وتابع: «يمكننا أن نطور علاقاتنا وتعاوننا مع مصر في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية، وكذلك السياحة». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/u3kff9rh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"