عادي

رغم مناشدات العالم.. إسرائيل تقتحم مستشفى ناصر جنوبي غزة

14:52 مساء
قراءة 6 دقائق
رغم مناشدات العالم.. إسرائيل تقتحم مستشفى ناصر جنوبي غزة
رغم مناشدات العالم.. إسرائيل تقتحم مستشفى ناصر جنوبي غزة
«الخليج» - وكالات
أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنّ قوّاته تنفّذ عمليّة في مجمع ناصر الطبّي المحاصر في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزّة؛ حيث يَشتبه بوجود جثث لرهائن كانت حركة حماس تحتجزهم في المرفق الطبّي الذي يؤكّد أطبّاء ومسعفون أنّه يواجه وضعاً «كارثيّاً»، وذلك رغم المناشدات العالمية للقوات الإسرائيلية بضمان أمن المستشفيات، وتوفير بيئة آمنة لها لتتمكن من إغاثة المصابين والجرحى.
توازياً، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتّصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، من شنّ إسرائيل عمليّة في مدينة رفح بقطاع غزّة من دون وجود خطّة لحفظ سلامة المدنيّين.
وقال البيت الأبيض، في بيان، إنّ بايدن «كرّر موقفه لناحية أنّ عمليّة عسكريّة يجب ألّا تتمّ من دون خطّة موثوقة وقابلة للتنفيذ تضمن أمن المدنيّين في رفح».
ورفض نتنياهو، الخميس، أيّ اعتراف دولي بدولة فلسطينيّة خارج إطار استئناف محادثات السلام الإسرائيليّة الفلسطينيّة، قائلًا، إنّ خطوة كهذه «ستُقدّم مكافأة كبيرة للإرهاب».
وبعد أيّام من القتال في محيطه مع عناصر حماس، أكّد الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنّ قوّاته الخاصّة دخلت مستشفى ناصر، وهو الأكبر في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، ويستقبل المستشفى آلاف المدنيّين الفارّين من الحرب، والذين بدأ إجلاؤهم تحت القصف في الأيّام الأخيرة.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنّه ينفّذ «عمليّة دقيقة ومحدودة» في المستشفى، بعد حصوله على «معلومات استخباريّة موثوقة من عدد من المصادر، بما في ذلك من الرهائن المُفرج عنهم، تُشير إلى أنّ حماس احتجزت رهائن في مستشفى ناصر، وأنّه قد تكون هناك جثث لرهائننا فيه».
ولم يُقدّم الجيش أدلّة على هذه الاتّهامات، أو يردّ على الفور على أسئلة لوكالة فرانس برس بشأن التاريخ الذي كان فيه هؤلاء الرهائن موجودين بمستشفى ناصر، وما إذا كان قد سبق للجيش أن حدَّد وجود رهائن بأحد مستشفيات القطاع.
من جهتها، أفادت وزارة الصحّة الفلسطينية في غزة بأنّ «القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى ناصر، وتُحوّله إلى ثكنة عسكريّة»، وتستهدف «مقرّ الإسعاف وخيام النازحين، وتجرف المقابر الجماعيّة داخل مجمع ناصر الطبّي».
وأظهرت لقطات فيديو متداولة على وسائل التواصل مسعفين يحاولون نقل مرضى من جناح العظام بالمستشفى إلى غرف آمنة بعد تعرّضه لقصف.
ومنذ بدء هجومها البرّي في قطاع غزّة، دهمت القوّات الإسرائيليّة المستشفيات بشكل متكرّر، واتّهمت حماس باستخدامها على شكل مراكز قيادة وبنى تحتيّة عسكريّة، وهو ما تنفيه الحركة.

«خائفون»

وأفادت وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزّة بسقوط 112 قتيلاً و157 إصابة خلال الساعات الأخيرة، مضيفة أنّ قصفاً استهدف مستشفى ناصر خلّف قتيلًا وعدداً من الجرحى.
وقالت منظّمة أطبّاء بلا حدود، الخميس، إنّ معظم النازحين فرّوا في الأيّام الأخيرة استجابة لأمر من الجيش بالإخلاء، ليجدوا أنفسهم «بلا مكان يذهبون إليه»، وهو «مشهد مروّع» أصبح فيه القصف «جزءاً من الحياة اليوميّة».
وقالت جميلة زيدان (43 عاماً) التي نزحت مع عائلتها من بلدة خزاعة للوكالة الفرنسية للأنباء: «غادر زوجي وابني محمد أمس (الأربعاء) مع آلاف آخرين، لكن لا أدري ما حلّ بهم، انقطع الاتّصال بيننا»، وأضافت زيدان التي بقيت مع بناتها الستّ في مستشفى ناصر: «إنّنا خائفون، لم يعد لدينا طعام منذ أيّام، ونشرب ماء ملوّثاً».

«مشهد مروّع»

وبعد مدينة خان يونس التي استحالت ساحة خراب، تؤكّد إسرائيل أنّها تُعدّ لهجوم برّي على مدينة رفح المكتظّة، والتي أصبحت الملاذ الأخير لأكثر من مليون مدني فرّوا من القتال.
وأكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ العمليّة في رفح ضروريّة للقضاء على «المعقل الأخير» لحماس في غزّة، بعد الدمار الواسع الذي طال مختلف أنحاء شمال القطاع ووسطه.
وكتب نتنياهو على «تليغرام»: «سنُقاتل حتّى النصر الكامل، وهو ما يشمل تحرّكاً قويّاً في رفح، بعد السماح للسكّان المدنيّين بمغادرة مناطق القتال».
ويأتي إصرار نتنياهو على المضيّ في الاستعداد لعمليّة برّية في رفح، رغم تحذيرات دوليّة واسعة من الكلفة الإنسانيّة الباهظة لهذا الهجوم، وفي وقتٍ تتواصل المحادثات لمحاولة التوصّل إلى هدنة تتيح إدخال مزيد من المساعدات وتبادل رهائن محتجزين في غزّة بمعتقلين فلسطينيّين لدى إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لنتنياهو، الخميس، إنّ التفاوض على هدنة إنسانيّة في قطاع غزّة هو «أولويّة فوريّة»، وفقاً لداونينغ ستريت.
وتحدّث سوناك هاتفيّاً مع نتنياهو، و«أكّد مجدداً أنّ الأولويّة الفوريّة يجب أن تكون التفاوض على هدنة إنسانيّة؛ للسماح بالإفراج الآمن عن الرهائن، وتسهيل تسليم مزيد من المساعدات إلى غزّة، بما يؤدّي إلى وقف إطلاق نار دائم على المدى الطويل»، حسبما قال المتحدّث باسم رئيس الوزراء البريطاني.
وبعدما أبدت الولايات المتحدة، حليف إسرائيل الرئيسي، معارضتها لشنّ هجوم على رفح بلا «ضمانات» موثوقة بشأن أمن المدنيّين، حذّرت أستراليا وكندا ونيوزيلندا الخميس، إسرائيل من النتائج «الكارثيّة» لهجوم كهذا.
وحضّت دول الكومنولث الثلاث، في بيان، حكومة نتنياهو «على عدم سلوك هذا المسار»، مؤكّدة أنّ «نحو 1,5 مليون فلسطيني لجأوا إلى هذه المنطقة، ولا يوجد ببساطة أمام المدنيّين أيّ مكان آخر يذهبون إليه».
وبحسب الأمم المتحدة، يتجمّع نحو 1,4 مليون شخص، معظمهم نزحوا بسبب الحرب، في رفح التي تحوّلت إلى مخيّم ضخم، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في القطاع التي لم يُقدم الجيش الإسرائيلي حتّى الآن على اجتياحها برّيّاً.
وتُعدّ رفح أيضاً نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات من مصر، والمساعدات عبر هذا المنفذ غير كافية لتلبية حاجات السكّان المهدّدين بمجاعة وأوبئة.
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على غلاف غزة أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصاً، بحسب أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وتشن إسرائيل مذْ ذاك حملة قصف مركّز، أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، أسفر عن مقتل 28775 شخصاً في قطاع غزّة، أغلبيّتهم نساء وأطفال، حسب وزارة الصحّة الفلسطينية في قطاع غزة.
واعتبر وزير الخارجيّة الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، أنّ التوصّل إلى اتّفاق بشأن هدنة وإطلاق سراح رهائن «ما زال ممكناً».
وقال بلينكن في تيرانا: «نعمل على ذلك بشكل مكثّف، وأعتقد أنّه ما زال ممكناً» التوصّل إلى اتّفاق.

15 قتيلًا في لبنان

وأعادت الحرب إشعال التوتّر على حدود إسرائيل الشماليّة مع لبنان، والتي تشهد تبادل إطلاق للقصف يوميّاً بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
وشهدت المواجهة تصعيداً ملحوظاً، الأربعاء؛ إذ قتلت جنديّة إسرائيليّة جرّاء سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان، بينما شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على بلدات لبنانيّة أدّت إلى مقتل 15 شخصاً، وكانت أعنف الضربات على مدينة النبطية، وأدّت إلى مقتل عشرة أشخاص، بحسب حصيلة جديدة الخميس.
وقال مصدر أمني، إنّ سبعة مدنيّين من عائلة واحدة قُتلوا في الغارة، إضافة إلى ثلاثة عناصر من حزب الله كانوا موجودين في الطابق السفلي من المبنى.
وأكّد الجيش الإسرائيلي أنّ القيادي في حزب الله علي محمّد الدبس ونائبه ومقاتلًا ثالثاً، قُتلوا ليل الأربعاء، «في غارة جوية دقيقة نفّذتها طائرة تابعة للجيش على منشأة عسكرية» في النبطية، وأعلن حزب الله من جهته، الخميس، مقتل ثلاثة من عناصره، بينهم الدبس.
وأكّد الحزب، الخميس، إطلاق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل، «ردّاً» على الغارات الأخيرة، وتبنّى استهداف مواقع في الجانب الإسرائيلي، بينما أفادت الوكالة الوطنيّة اللبنانيّة الرسميّة بحصول قصف إسرائيلي طال مناطق في جنوب لبنان.
وقبالة سواحل اليمن، تبنّى الحوثيون، الخميس، هجوماً على «سفينة بريطانيّة»، بعدما أبلغت شركتا شحن عن انفجار قرب سفينة في المنطقة.

«تهديد وجودي»

في الأثناء، تتواصل المفاوضات بوساطة قطريّة ومصريّة، سعياً إلى هدنة بين إسرائيل وحماس لإطلاق رهائن.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أنّ الولايات المتحدة تعمل مع حلفاء عرب على خطة لإرساء سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، تشمل وقف القتال وإطلاق الرهائن، ووضع جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وعرب أن تنفيذ هذه الخطة سيبدأ بوقف للنار «يُتوقّع أن يستمر ستّة أسابيع على الأقل»، على أمل التوصّل إلى اتّفاق قبل 10 آذار/مارس، موعد بدء شهر رمضان.
إلا أنّ هذه الخطّة ووجِهت باستنكار من وزيرين إسرائيليين يمينيين متطرّفين اعتبرا أن «دولة فلسطينيّة ستشكّل تهديداً وجوديّاً لدولة إسرائيل».
وتقول إسرائيل، إنّ 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزّة، بينهم 30 يُعتقد أنّهم لقوا حتفهم، من أصل نحو 250 شخصاً خُطفوا في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/y4ty2kps

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"