المسرح الثنائي في دبا الحصن

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

يوسف أبولوز

المسرح فن جماعي في الأصل، غير أن أصوله تتغذّى من الشعر (المسرح الاغريقي، والمسرح الروماني)، والشعر فن فردي يقوله أو يكتبه شخص واحد أو ذات شعرية واحدة، والأصول تعود دائماً إلى المادة الأولى التي تمنحها الحياة والديمومة والتجدّد..

أهل المسرح أدرى بحقيقته وتفاصليه وأسراره، وما نقوله هنا لا يخرج عن حدود الاجتهاد الثقافي النابع من حب المسرح.. الفن الذي يشكل واحداً من أعمدة مشروع الشارقة الثقافي منذ أواخر السبعينات، وإلى اليوم.

عرف أهل الخشبة في الامارات المسرح الثنائي مبكراً، وذلك في ما يمكن أن يُسمّى مسرح الفرجة أو مسرح (الفريج) حين يتحاور اثنان على خشبة كان يجري تحضيرها للعرض على نحو تلقائي أو فطري، في إطار عام لحب المسرح المبكر في الامارات (تجارب سلطان الشاعر مثلاً)، غير أن الحوارية المسرحية بين ممثلين آنذاك، وإن جاءت بالصدفة، لم تكن مؤطرة في مفهوم ثقافي في حدّ ذاته، وإنما كان العرض (الثنائي) يأتي هكذا عفوياً وبسيطاً على بساطة الحياة الشعبية والثقافية في الامارات منذ أكثر من خمسين عاما مضت.

في المدوّنات الإماراتية التي تؤرخ أو تحاول التأريخ للمسرح لم يذكر أحد وبشكل مباشر وتوثيقي عن تجارب مسرحية ثنائية يمكن أن تؤسس لمفهوم المسرح الثنائي في الامارات، لكن، ربما لو عدنا إلى أرشيف تلفزيونات الأبيض والأسود لأمكن مشاهدة عروض ثنائية قائمة، بالطبع، على اللهجة المحكية الإماراتية.

أرجو أن تكون هذه المقدمة الطويلة موفّقة بوصفها مدخلاً للحديث عن الدورة السابعة من مهرجان المسرح الثنائي المقامة حالياً في المركز الثقافي في دبا الحصن بمشاركة عروض من الامارات، مصر، الكويت، المغرب، وسوريا.

أولاً: يأتي مهرجان المسرح الثنائي في الشارقة مكمّلاً لحلقات متصلة من المسارح المتخصصة: أيام الشارقة المسرحية، مهرجان المسرح العربي، المسرح الصحراوي، المسرح الجامعي، المسرح المدرسي، مسرح الطفل، مسرح الكشافة، مسرح المينودراما( مسرح الممثل الواحد)، ولكل من هذه المسارح ثقافته وتاريخه وأرشيفه في الذاكرة الثقافية للشارقة، عاصمة المسرح، كما هي عاصمة الثقافتين: العربية، والإسلامية.

ثانياً: سبع دورات لمهرجان المسرح الثنائي لا بدّ أنها حققت أفقاً مفتوحاً لمعرفة ثقافة وتاريخ وجماليات هذا الفن الجمالي والفكري، بل، والتشكيلي حين يكون العرض المسرحي هو في الوقت نفسه عرضاً للصورة، وعرضاً للإضاءة، وعرضاً للحركة البدنية المسرحية.

[email protected]
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3mry3mbx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"