«حياة باي» رواية المعلومات

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

لم أخرج من رواية حياة باي للكاتب الكندي من أصل إسباني يان مارتل بذلك المذاق الساحر الذي يدوم طويلاً على اللسان عقب القراءة وخلالها، لا بل كان يخطر لي أحياناً أن أطوي الرواية وأركنها جانباً، أما لماذا ابتعتها وقرأتها، فلأن عبارة وردت على الغلاف تقول (.. الرواية الفائزة بجائزة بوكر الدولية للعام 2002)، وبذلك، فالعبارة محض دعاية وتسويق، ومع كل ذلك، يستمتع قارئ هذه الرواية بشفافية وذكاء الترجمة التي وضعها للرواية الشاعر سامر أبو هوّاش.

أُحوّل القارئ إلى المعلومات الواردة في (حياة باي)، فهي رواية معلومات عن الحيوانات وحدائقها، كما هي رواية بحر وأدب بحر تكاد أو هي كذلك تستلهم بعض أجواء (الشيخ والبحر) لآرنست همنغواي، وبكلمة ثانية، في الرواية ثمة ما يقرأ بعيداً عن مزاج القارئ الذي يبحث عن نوع من الصراع والمفاجأة والمغامرة في النصّ الروائي.

الشخصية الرئيسية في الرواية شاب كندي، لكنه يحمل في ذاته إنسانية ونبل الأديان المتسامحة في العالم، هو نباتي، هندوسي المعتقد، ويحب الإسلام والمسيحية، وفي رحلة بحرية لعائلته من الهند إلى كندا تغرق سفينة العائلة التي كان على متنها حديقة حيوانات، ويظل الشاب على قيد الحياة تائهاً في البحر مدة أكثر من سبعة شهور..

عند هذه النقطة لتقرأ معي هذه المعلومات التي توفرها الرواية:.. بقيت عائلة روبرتسون على قيد الحياة في البحر 38 يوماً، والكابتن بلاي من سفينة ميونتياس باونتي الشهيرة صمد وزملاؤه 47 يوماً. ستيفن غالاهان صمد 76 يوماً. أوين تشايز الذي ألهمت قصته عن غرق سفينة إيسيكس لصيد الحيتان الكاتب هرمان ملفيل صمد 83 يوماً مع رفيقين آخرين. عائلة بايلي صمدت 118 يوماً، والملاّح الكوري بون صمد في المحيط الهادئ 173 يوماً، وذلك في الخمسينات من القرن الماضي.

من المعلومات الواردة في الرواية أيضاً نقرأ ما يقشعر له بدنك عن قذارة الضبع (منظر التهام الضبع حمار الوحش)، وهناك نوع من الأسماك يُسَمّى الدورادو يصبح بلون قوس قزح حين يموت. وبكى. وأصبح ذلك الرجل الحجري الصلب في مثل هشاشة الماء.

«.. قَتَلَتْكَ يا مَوْتُ الفنونُ جميعُها..» يقول محمود درويش، والفن أيضاً شعراً كان أم كان أدباً نقيّاً.. ينقّي قلب من يقرأه من الضغينة والوضاعة والجهل البشري والثقافي والروحي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/ycxxemh4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"