فرحة الحصاد الثاني

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

حصاد الموسم الثاني لمزرعة القمح بمليحة يؤكد بعد نظر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في إدخال الشارقة في المجال الزراعي بكل قوة، من خلال البدء بزراعة القمح العضوي، الذي يعد من أجود أنواع القمح على مستوى العالم، وقد تتبعه زراعة محاصيل أخرى مستقبلاً، بهدف تقليل نسبة استيراد القمح من الخارج سواء للإمارة بشكل خاص وللدولة بشكل عام مستقبلاً، وهو أمر تسعى إليه كثير من الدول، لكي تضمن أمنها الغذائي في ظل كثير من التوترات التي يشهدها العالم.

مشروع الشارقة الواعد والرائد في الوقت نفسه، حقق نجاحاً كبيراً منذ بدء الحصاد الأول، وحقق المستهدف منه، ووصل الى أغلب البيوت، حيث لوحظ نفاد ما طرح من منافذ البيع والأسواق بشكل سريع، ما يؤكد الجودة الكبيرة التي يمتلكها قمح الشارقة كونه يعد من أجود الأصناف العضوية، وهو ما تمت مراعاته في بدايات المشروع، فقد حرص صاحب السمو حاكم الشارقة على اختيار الأفضل. هذا النجاح الكبير، والسمعة الكبيرة التي يكتسبها قمح الشارقة، يستدعيان التوسعة المأمولة بشكل سريع لزيادة المحاصيل بعد نجاح المرحلة الأولى ومساحتها 400 هكتار، وتم دمج المرحلتين الثانية والثالثة لتصل مساحة مزرعة القمح إلى 1900 هكتار بعد أن كان مخططاً لها أن تكون 1400 هكتار.

سعادة كبرى عاشها صاحب السمو حاكم الشارقة يوم أمس، عندما قرع الجرس إيذاناً ببدء عملية الحصاد في المزرعة كما هو معتاد في المزارع الكبيرة، وقد حرص سموه على متابعة عملية حصاد القمح التي جرت باستخدام أحدث الآليات والمعدات التي تم توفيرها للمزرعة، وهي الفرحة التي عايشها كذلك أبناء الشارقة والإمارات، والتي تحمل لهم أملاً كبيراً في الحفاظ على مستقبل أمنهم الغذائي، حيث يعد قمح مليحة «سبع سنابل» الأعلى في نسبة البروتين، ويتميز بخلوه من المبيدات الحشرية والسموم والمواد المضرة بالصحة، حيث تضم المزرعة التجريبية في مليحة 550 صنفاً من أنواع القمح غير المعدل وراثياً من مختلف أنحاء العالم، ويتم اختيار أفضل السلالات والصفات الوراثية للقمح وإكثارها ودمجها وتحسينها للوصول إلى صنف «الشارقة1».

مشروع الشارقة يأتي ترجمة للخطط التنموية والاستراتيجيات الواعدة التي تعتمدها الحكومة، ويجسد على أرض الواقع من خلال إقامة مشروعات زراعية وحيوانية، وإيجاد المراعي وإدارتها وتطوير قدراتها الإنتاجية، وهو ما يذكرنها بمقولة للمفكر اللبناني الراحل جبران خليل جبران: «ويلٌ لأمة تأكل مما لا تزرع، وتلبس مما لا تخيط، وتشرب مما لا تعصر»، وهي مقولة أكدتها السنوات الأخيرة التي عشناها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/mvpb5xkn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"