«الإمارات تقرأ»

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

شهر القراءة في الإمارات.. قد يظنّ من يقرأ هذه الجملة، أن الإمارات تخصّص شهراً واحداً في العام للقراءة.. وهذا فهم غير عميق، لأن الإمارات تحتفي في كل العام بالقراءة، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الذي حدد مارس شهراً وطنياً للقراءة، لتعزيز الارتباط بها، وليس للقراءة فقط، وتكثيف المبادرات المشجعة عليها. وتعمل وزارة الثقافة والشباب، بتوجيهات القيادة، وبالتنسيق مع مختلف المؤسسات، لإطلاق المبادرات المتميزة التي تسهم في بناء مجتمع قارئ مسلّح بالعلم والمعرفة، قادر على قيادة مسيرة التنمية؛ والشعار المميّز «الإمارات تقرأ»..

فالقراءة هدفها الإسهام في الحفاظ على إنجازات الدولة الثقافية والفكرية والمعرفية، وبناء نموذج حضاري يحتذى في القراءة والمعرفة، وضمان استدامة جهود مؤسسات الدولة لترسيخ ثقافة القراءة في المجتمع، وجعل المبادرات الهادفة إلى الارتقاء بالمستوى المعرفي والثقافي أولوية، فضلاً عن دعم ممكنات البيئة الثقافية والمعرفية في الدولة، بما يسهم في بناء جيل من قادة المستقبل مسلّحين بالثقافة والمعرفة، وحثّ الجميع على ممارسة القراءة، لتكون جزءاً من أنشطتهم، والمشاركة الفعالة في ترسيخها عادة يومية.

قد يكون زرع عادة القراءة في نفوس النشء، أمراً شاقاً، لأن معظمهم استبدت بهم «عادة» أخرى، هي الأجهزة التقنية الذكية، من هواتف وأجهزة لوحية، وحواسيب محمولة، وساعات.. وغيرها؛ ونحن لسنا ضد العلم وتقنياته وحداثته، أو أي شيء يخدم الإنسان، ويهيّئ له رغد الحياة وهناءها، ولكن ليس على حساب المعرفة والثقافة.

كثير من طلابنا الشباب، في المدارس أو حتى في الجامعات، يجهلون كثيراً من أساسيات الثقافة، وهذا قد يودي بهم إلى المهالك. ولا علاج لمشكلات جيلنا إلّا بالقراءة، فتكبر النفوس بها، وتنضج العقول، ويتخلّصون من كثير من العادات السيّئة التي لا تعطي إلّا الخطأ..

وفي إطار دورها الاستراتيجي وحرصاً من وزارة الثقافة والشباب على تمكين الجهات المعنية بالقراءة في الدولة من تنفيذ السياسات والخطط التنموية لتعزيز ثقافة القراءة، بادرت الوزارة بتصميم مؤشر استراتيجي لقياس واقع القراءة بين أفراد المجتمع. وقد بدأت الوزارة بإطلاق القياس الأول للمؤشر عام 2019. وفي عام 2021 نفّذت القياس الثالث للمؤشر بالتعاون مع المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء وبالتنسيق والتعاون مع شركاء الوزارة: مركز أبوظبي للغة العربية، وجامعة زايد، ومبادرة تحدي القراءة العربي.

ثقافة طلبتنا ووعيهم، أمانة بين أيدينا، لأن هذين الأمرين، هما اللذان ينهضان بأي أمة، ويحضّرانها. ولو تابعنا متوسط ساعات القراءة اليومي أو الشهري في الدول «المتحضّرة»، وقارنّاه بالمتوسط عندنا، لتوارينا خجلاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtrb3tnj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"