الفضاء حاجة وليس شغفاً

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

مع أن علم الفضاء، يعتبر من العلوم الحديثة، وهو علم يتطلب تكنولوجيا متقدمة، ومخترعات ومبتكرات متواصلة، وهو أيضاً علم عام وشامل، فهو يغطي مختلف التخصصات العلمية، من التاريخ إلى الجغرافيا، وصولاً للطب والفيزياء والرياضيات والكيمياء والأحياء، وغيرها الكثير، ولا يمكن التفكير في أي مجال علمي، إلا وتجده يتقاطع مع علوم الفضاء، أو علم الفضاء يحتاج إليه بطريقة أو أخرى، إما حاجة مباشرة، أو غير مباشرة، إما حاجة ملحة وضرورية، أو حاجة هامشية ثانوية. أقول بأنه مع العمر المحدود والقصير، لعلم الفضاء، والذي يقدر ب 66 عاماً، إذا وضعنا عام 1957 معياراً لكونه العام الذي أطلق فيه الاتحاد السوفييتي، سابقاً، وجمهورية روسيا حالياً، القمر الصناعي «سبوتنيك1»، والذي يعتبر أول اختراع، يرسل إلى الفضاء ويدور حول الأرض، إلا أنه مع العمر الزمني المحدود والقصير، تمكن هذا العلم من تغذية البشرية بالكثير من المخترعات والابتكارات والكشوف، التي كان لها بالغ الأثر على التطور والتقدم الحضاري. بل ساهمت في الرفاه، وفتحت آفاقاً جديدة للعمل، والمزيد من المخترعات.

أسوق بعض تلك المخترعات التي كان لغزو الفضاء الفضل في تواجدها واستخدامها اليوم على نطاق واسع في مختلف أرجاء العالم. ومن تلك المخترعات، التقنية المعروفة على نطاق واسع، والتي تعرف ب «GPS»؛ حيث تطور هذا النظام في الأصل للاستخدام في الفضاء، لتحديد الأقمار الصناعية، والمساعدة في الملاحة الفضائية، واليوم نرى هذه التقنية، متواجدة على أجهزتنا مثل الهواتف الذكية، أو الأجهزة اللوحية، ونستخدمها في السيارات، ونحوها، لتساعدنا في تحديد المواقع، وتوجهنا للوصول لها. أيضاً لكم أن تتخيلوا بأن مواد العزل الحراري، والتي نستخدمها اليوم في البناء والعزل المنزلي، أو في تصنيع الملابس، وما تعرف بالبطانيات الحرارية، أو أنظمة التبريد والتدفئة، جميعها اخترعت وابتكرت لحماية رواد الفضاء من درجات الحرارة المرتفعة في الفضاء الخارجي.

والحال نفسه في مجال آخر حيوي ومهم جداً، وهو مجال الأشعة، والتي نستخدمها في الأمن والمراقبة، والتصوير الطبي، أو البحث والإنقاذ، وغيرها من المجالات، هي أيضاً اخترعت وصنعت بهدف رصد الحرارة والأشعة تحت الحمراء في الفضاء. غزو الفضاء ليس شغفاً، وليس أحلاماً، وتطلعات، وحسب. هو مصدر للتطور والتقدم البشري، وهو إثراء لعقل الإنسان، وتوسيع لمداركه، والذهاب نحو آفاق غير مسبوقة.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/33bjjwm8

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"