روح الإسلام في رواية عالمية

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

يمر ذكر الإسلام والدين الاسلامي واللغة العربية اثنتي عشرة مرّة في رواية «حياة باي» للكاتب يان مارتل، الرواية الفائزة بجائزة «بوكر» العالمية لعام 2002، ونقلها إلى العربية الشاعر سامر هوّاش. ويمكن لقارئ الرواية المحترف، إن جازت العبارة، أن يصنّفها في إطار أدب البحر، وهي تتحدث، باختصار شديد، عن غرق سفينة في سبعينات القرن العشرين، ولم ينج منها إلّا راكب واحد الذي تدور الرواية على ضميره المتكلم.

بعيداً عن المستوى الأدبي أو الفني للرواية، فإن بطلها، من ناحية روحية أو صوفية يبحث عن الله، وهو ضمنياً يجد خلاصه في هذا البحث، وفي الرواية أيضاً تلتقي الأديان التسامحية في قلب الرّاوي، وفي الكثير من مشاهد الرواية تحضر روح الاسلام وصورته. «في غرفة الجلوس، وعلى نُضُدٍ إلى جوار الكنبة، ثمة صورة صغيرة مؤطرة لمريم العذراء، تتناثر الزهور من عباءتها المفتوحة، وإلى جوارها صورة للكعبة بردائها الأسود، الحرم الأقدس في الإسلام».

في الفصل (18) من الرواية يخبرنا (الرّاوي)، الشخصية الرئيسية في الرواية واسمه باي باتيل، وهو الناجي من الغرق بصحبة نمر بنغالي برتقالي اللون بالغ، أنه تعرّف إلى الإسلام في الخامسة عشرة من عمره، وفي أحد أحياء بلدته كان ينظر بشغف إلى المساجد وإلى حيّ المسلمين «وهو حيّ صغير هادئ تُرىٰ فيه الكتابات العربية، وأقمار الهلال منقوشة على واجهات المنازل».

يستطرد الروائي في وصف المسجد: «نظيف وأبيض باستثناء بعض حوافه المطلية بالأخضر، بناء مفتوح يتمركز حول صالة مركزية شاغرة، سجّادات طويلة تغطي الأرض، مئذنتان محزّزتان ترتفعان في الهواء، وفي الخلفية أشجار جوز هند سامقة».

وسيرى للمرة الأولى في حياته مسلماً يُصلّي: «وقف، تمتم بضع كلمات بالعربية، قرّب يديه من أذنيه، بحيث لامس الإصبعان الشحمتين، بدا كما لو أنه ينصت لسماع جواب من الله، انحنى إلى الامام، وقف ثانية، جثا على ركبتيه واضعاً يديه وجبهته على الأرض، انحنى إلى الامام ثانية،.. وقف». وبعدها رأى باي باتيل صلاة المسلم، صلّى هو أيضاً في موقف آخر من الرواية، صلّى كما يصلي المسلم، وقال في نفسه: «أتحدّى أن يفهم أي كان روحانيات الإسلام ولا يحبه، إنه دين رائع قائم على الأخوة والتفاني».

يقول: «انتابتني أحاسيس رائعة وأنا أضع جبهتي على الأرض، شعرت فوراً باتصال ديني عميق».

حب الاسلام او رؤيته المصلّين في المساجد.. قاده ذلك إلى حب اللغة العربية: «لم أكن أفهم اللغة العربية لكنني أحببت إيقاعاتها، تلك المقاطع الصوتية الطويلة التي تتدفق من الحنجرة مثل جدول رائع..».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5s54fhs7

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"