شعر العالم في الإمارات

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

الاحتفاء بالشعر في يومه العالمي، أو في أي مناسبة ثقافية دولية أو شعبية أو نخبوية هو احتفاء بلغات العالم الحية التي يُكتب بها هذا الفن التاريخي.. المواكب للحضارات والثقافات عبر العصور والأزمان منذ ما قبل (هوميروس) واليوم، واللغة العربية تاج لغات العالم وأصلها الأبجدي، والعرب لم تقترح لها ديواناً جامعاً موحّداً سوى من خلال الشعر الذي يستمد بلاغته وعبقريته الجمالية من بلاغة وعبقرية لغته العربية.

يكتب الشعر بكل لغات العالم حتى تلك التي على وشك الانقراض، ذلك أن الشعر هو روح اللغة، وحين تموت اللغة أو تنقرض، يموت شعرها وينقرض بالضرورة وفي حالة اللغة العربية، فالشعر هوية، وشخصية، ومعنى ومكانة، لذلك، من الصعب فصله أو النأي به عن جوهر ثقافة العربي، وقد تمثّل هذا الجوهر في الامتياز الاجتماعي والمعنوي الذي يكتسبه سريعاً كل من يكتب الشعر منذ اكتشاف هذه الموهبة عنده مبكراً، لذلك، كانت العرب تقيم الاحتفالات والولائم حين يعلن عن ظهور شاعر في إحدى القبائل.. أي على وجه امتياز تلك القبيلة بالشعر الذي هو في الوقت نفسه مرادف معنوي وثقافي للفروسية.

احتفال العربي بالشعر في يومه العالمي وفي كل أيامه يختلف كلياً عن احتفال أي شعب آخر على وجه الأرض، ولا ينطوي هذا الكلام على أنانية ثقافية أو تعنصر امتيازي، بل، هي الحقيقة، ذلك أن الشعر ملازم لثقافة العربي، وتربيته، وسلوكه، وحتى أخلاقياته، فهو تلقائياً إن وجد نفسه في موقف يتطلب منه أن يتمثل قيمة كقيمة البطولة مثلاً، تراه يستدعي فوراً المحفوظ في ذاكرته من شعر البطولة.

في الوطن العربي نوعان من الشعر.. شعر اللغة العربية الفصحى، وشعر اللغة النبطية أو الشعر النبطي وهو أيضاً له اعتباراته اللغوية الفصيحة، وفي الوطن العربي يقال الشعر شفاهة وبداهةً وفطرةً، كما ويكتب بدراية ثقافية ومنهجية وعلمية.

الشعر في الإمارات ثقافة يومية لها جذور تاريخية، ويقول الشعر الشعبي أو الأصح النبطي شباب وشابات وكهول، وجميعهم يحترمون مرجعياتهم الأدبية النبطية، وفي الإمارات شعراء عمود خليليون أصلاء اللغة والبلاغة، وشعراء تفعيلة (بحورية) لم تخرج على أساسيات الخليل بن أحمد الفراهيدي، وفي الإمارات شعراء حداثة أدبية يكتبون نصوصاً متحرّرة من تقاليد التفاعيل الخليلية، وفي الجملة، تتألق في الإمارات شمس من الشعر تتكامل جمالياتها وأساليبها في إطار أدبي إبداعي محترم في إطار الشعرية العربية والعالمية.

أطلقت الشارقة بيوت الشعر العربية، وأسّست هذه البيوت في عدد من البلدان العربية، وتنظم دائرة الثقافة في الشارقة في مصر والسودان والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس مهرجانات شعر منتظمة يقرأ أو قرأ فيها إلى الآن مئات الشعراء والشاعرات من الوطن العربي.

تمنح الإمارات جوائز أدبية عديدة في مجال الشعر العربي الفصيح، وقرأ في الإمارات شعراء عرب ضيوف على مؤسساتها الثقافية، وفازوا بجوائز تتصل بالشعر، وهؤلاء يعدون بالمئات منذ قيام الدولة وإلى اليوم.

في الإمارات مجلّات متخصصة في الشعر، وأطلقت جوائز لنقد الشعر العربي، وتطبع في مؤسسات الدولة مئات مجموعات الشعر، والكثير منها يترجم إلى لغات عالمية عديدة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"