عادي
شغف علمي بدأ على مائدة العشاء

12 ابتكاراً للمجتمع

23:36 مساء
قراءة 5 دقائق
فاطمة الكعبي خلال العمل على احد ابتكاراتها

أبوظبي: عماد الدين خليل

نشأت فاطمة علي الكعبي التي ولدت عام 2001، في بيئة أسرية علمية شغوفة بالعلوم والتكنولوجيا، وحصلت على ميدالية أوائل الإمارات كأصغر مخترعة إماراتية، واختيرت من قبل الأمم المتحدة كأفضل ممثل دولة على مستوى العالم من بين أكثر من ألف شاب وفتاة من نحو 100 دولة، وعملت على 12 ابتكاراً في مجالات عدة، كما حصدت عشرات الجوائز والأوسمة المتنوعة والتكريميات المحلية والعالمية.

ومنذ عمر ال7 سنوات، كانت فاطمة شغوفة بالاختراعات والابتكارات الجديدة المتعلقة بالهندسة والتكنولوجيا، وبمشاهدة الخيال العلمي، والأفلام الوثائقية والعروض المتعلقة بالابتكار، وساهم دعم أسرتها في شغفها بالعلم والاختراع وتنمية مواهبها ومهاراتها، خاصة أن والدها يعمل مهندسًا كهربائيًا، ووالدتها درست تكنولوجيا المعلومات، وغلبت عليها الميول العلمية في أغلب الأفكار والابتكارات، وتألقت في مجال الروبوت والكهرباء، واستطاعت أن تلقب بأصغر مخترعة إماراتية.

الصورة

تقول فاطمة الكعبي إن أسرتها كانت الداعم الأول والكبير لها منذ طفولتها في ما وصلت له من الاختراعات والابتكارات والنجاحات الكبيرة التي حققتها، حيث إن والديها لاحظا اهتمامها بالأجهزة الإلكترونية والألعاب الهندسية والتراكيب الخاصة بالأطفال وحب الاستكشاف، فعملا على تنمية موهبتها والإجابة على استفساراتها بإجابات منطقية علمية، إضافة إلى توفير البيئة المناسبة في المنزل وحثها على الاستكشاف عن طريق شراء قطع «الليغو» و«الروبوت الجاهزة»، وإلحاقها بمراكز الأطفال والمخيمات الصيفية لتنمية مهارتها.

وتضيف: «حظيت في طفولتي برؤية والداي يتحدثان بشغف عن عملهما على مائدة العشاء، ما جذبني بشدة إلى العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ومنذ ذلك الوقت ساعدني أبي وأمي في تعليمي كيفية صنع الأشياء وبناء المشاريع الصغيرة، وكنت أقوم بالبحث والاستكشاف والبناء وكانت لا تكتمل، ولكن والديَّ كانا يصران على التجربة أكثر من مرة أخرى، والتركيز على معالجة الخطأ حتى أصل للنتيجة التي أريدها، وكان ذلك يساعدني في تنمية مهاراتي المختلفة، حتى دخلت عالم الصناعة والابتكار في سن صغيرة وساهمت في العديد من الاختراعات التي تساعد المجتمع، فكان وراء كل اختراع قصة، وصنفت من الأطفال الموهوبين في الدولة».

  • ربوت آلي

عن أول مشروع قامت بابتكاره تقول فاطمة: «أتذكر أول مشروع قمت بإعداده كان الروبوت المصور وأنا في سن 10 سنوات، وكان عبارة عن اختراع روبوت آلي يقوم بتصوير الناس، وكنت خائفة ومترددة للمشاركة به وعرضه في مؤتمر دول آسيا والمحيط الهادي الثاني عشر للموهبة، لكن التشجيع والدعم الكبير من والدي الذي كان السبب في أولى خطواتي في مجال الابتكارات والاختراعات».

وتتابع: «أنا أكبر شقيقاتي وأشعر بالفخر والاعتزاز بوالدي ووالدتي، ولولا دعمهما المستمر لما حققت النجاح، وكانا هما السبب الرئيسي لهذا التوجه في العلم لأنه من خلال البيئة التي عشت فيها، شعرت بقوة داعمة للابتكار والاختراع في المنزل، وأهلي لم يقصروا في دعمي أنا وإخواني في أي مجال ندرسه».

  • تفوق

أثبتت فاطمة الكعبي التي تخرجت حديثاً في جامعة فرجينيا للتقنية في الولايات المتحدة الأمريكية، تخصص هندسة الحاسوب، أن الفتاة الإماراتية قادرة على الابتكار والتميز في مختلف فروع العلم والاختراعات، من خلال 12 ابتكاراً متنوعاً ساهمت جميعها في خدمة المجتمع والحفاظ على البيئة، إضافة لمساعدة الأطفال المرضى وأصحاب الهمم وكبار السن، لتحصد الكثير من الجوائز المحلية والدولية.

كما أضافت إنجازاً جديداً للشباب الإماراتي باختيار الأمم المتحدة لها كأفضل ممثل دولة على مستوى العالم من بين 1000 من الشباب يمثلون أكثر من 100 دولة، وذلك خلال مجلس الأمم المتحدة للشباب.

  • دعم وتشجيع

تؤكد فاطمة الكعبي على الدعم الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للمخترعين وابتكاراتهم وأفكارهم في مختلف القطاعات، وإطلاق المبادرات والبرامج العلمية التي من شأنها صقل مواهبهم ومهاراتهم المختلفة، بما يتيح لهم اكتساب الخبرة والمعرفة التي تجعلهم قادرين على خدمة وطنهم ومواكبة مسيرة النمو واستشراف المستقبل.

وحول لقائها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعربت فاطمة عن سعادتها الغامرة قائلة: «استقبلني صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عام 2017 للتعرف على أهم الاختراعات التي قمت بإنجازها في مختلف المجالات، وكان آخرها تصميم روبوت لخدمة الأطفال المرضى بإمكانه الذهاب إلى المدرسة لحضور الدروس، والتفاعل مع المعلم والبيئة المدرسية في حال لم يستطع الطالب حضور الحصص الدراسية، ولم أنس ثناء سموه على الابتكارات التي عملت عليها».

  • جوائز

تقول فاطمة الكعبي: «تعلمنا من قادتنا ألا نرضى إلا بالمركز الأول، والحمد لله تكللت ابتكاراتي بفضل دعم أسرتي المستمر والقيادة الرشيدة، بحصولي على جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي فئة الشباب المبدع في المجال العلمي 2017، التي كانت أجمل تكريم في حياتي حيث كرمت من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهو حافز كبير لي بالاستمرار وبذل المزيد لخدمة وطننا الغالي».

الصورة
  • دعم الأسرة

تكللت جهود أسرة فاطمة الكعبي بحصولها على جائزة خليفة التربوية، في دورتها ال16 عن فئة الأسرة الإماراتية المتميزة في مجال التعليم وخدمة المجتمع، التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، ما يؤكد الدعم الكبير التي توليه القيادة الرشيدة للأسرة الإماراتية لخدمة الوطن.

وعبرت فاطمة عن سعادتها بتكريم أسرتها الداعم الأول لها، وهو ما يشعرها بالمسؤولية تجاهها وتجاه وطنها الإمارات، ويدفعها نحو تكثيف مشاركتها في الدورات والفعاليات التي تسهم في تثقيف وتوسيع مدارك الجيل الجديد حول ثقافة الابتكار.

  • اختراعات

ساهم دعم الأسرة في وضع اسم فاطمة الكعبي على عدد من الاختراعات البارزة، التي استلهمت أفكارها من احتياجات مجتمعها، فكان أبرزها المقود الذكي لمنع إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة، والروبوت الذكي الذي يذهب إلى المدرسة بدلاً عن الأطفال المرضى، وطابعة «برايل» الهادفة لمساعدة المكفوفين في الحصول على جهاز رخيص الثمن، ما أهلها لحصد عدد من الجوائز والتكريمات، من ضمنها جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للتفوق 2014 والمركز الأول في أولمبياد الروبوت على مستوى الدولة عام 2014. كما كُرمت كأصغر مخترعة إماراتية ضمن أوائل الإمارات، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في عام 2015، وفي العام نفسه حصلت على جائزة العرب لأفضل عشرة مخترعين ومبتكرين، وجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي فئة الشباب المبدع في المجال العلمي 2017.

وشاركت فاطمة الكعبي في مؤتمرات علمية في عدد من الدول العربية والآسيوية والأوروبية، وحصلت على جائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي، والمركز الأول في أولمبياد الروبوت على مستوى الدولة عام 2014، وتمثيلها الإمارات في مسابقات الروبوت العالمي بإندونيسيا.

كما شاركت فاطمة في مبادرات مجتمعية فاعلة منذ بداية مسيرتها في مجال الابتكار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/hbuymzn3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"