بوادر حرب أوسع

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين
2

في ظل تصاعد الحرب الأوكرانية، وبدء روسيا توسيع ضرباتها وأهدافها وصولاً إلى العاصمة الأوكرانية كييف، والبنى التحتية للطاقة والغاز والمصانع العسكرية، مع مواجهة أوكرانيا «شهوراً صعبة ومصيرية على خلفية نفاد الذخائر والأسلحة»، حسب وزير الخارجية الأوكراني السابق بافل كليمكين، ورغم إعلان موسكو مراراً على لسان الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف بأن روسيا «ليس لديها أية نية لمهاجمة دول الناتو، لكن الغرب هو الذي يصر على أن روسيا خصم له»، ورغم أن حلف الناتو استبعد على لسان رئيس اللحنة العسكرية في الحلف الأميرال الهولندي روب باور «عدم وجود مؤشرات تدل على أن روسيا تخطط لغزو أية دولة في الحلف»، إلا أن مسار الحرب وتطورها قد يؤدي إلى عكس ذلك، أي إلى مواجهة مفتوحة بين الحلف وروسيا، خصوصاً في أعقاب الإعلان عن تزويد أوكرانيا بطائرات «إف16»، حيث هدد الرئيس الروسي بإسقاطها في حال تسليمها إلى أوكرانيا، وقال «إذا ما تم إطلاق هذه الطائرات من دولة ثالثة فإنها ستصبح هدفاً مشروعاً أينما كانت». وجاءت تصريحات بوتين في أعقاب تصريح أدلى به وزير الخارجية الأوكراني دميترو كولبا قال فيه إن أوكرانيا تتوقع تسلم مقاتلات «إف16» خلال الأشهر المقبلة.

يذكر أن بولندا ودولاً أوروبية أخرى تقوم بتدريب طيارين أوكرانيين على قيادة هذه الطائرات تمهيداً لتسليمها إلى كييف، الأمر الذي سيؤدي إلى مواجهة مفتوحة بين روسيا وبولندا خصوصاً، وهي دولة عضو في حلف الأطلسي الذي سيضطر إلى تفعيل المادة الخامسة من ميثاقه التي تنص على أن «أي هجوم مسلح ضد إحدى الدول الأعضاء، يعتبر هجوماً ضد الجميع، ويجب على الأعضاء الآخرين مساعدة العضو المُعتدى عليه حتى ولو تطلّب الأمر استخدام القوة المسلحة».

لماذا يمكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد؟

إذا ما تم تسليم طائرات «إف16» من بولندا، وهو الأمر المرجّح، فإن هذه الطائرات سوف تستخدم المطارات البولندية في الإقلاع، نظراً لأن معظم مدارج الطائرات في أوكرانيا تم تدميرها، وهي غير صالحة للاستعمال، وبما أن روسيا هددت بتدميرها أينما كانت فإنها سوف تصبح هدفاً للطائرات والصواريخ الروسية، ما يؤدي إلى اندلاع مواجهة بين روسيا وبولندا، وبالتالي سوف يتدخل حلف الأطلسي إلى جانب وارسو.

وفي هذا الإطار لم يستبعد المحلل السابق بوكالة المخابرات الأمريكية لاري جونسون قيام الجيش الروسي بضرب قواعد حلف الأطلسي في بولندا ورومانيا، كما أن النائب الأول لمندوب روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي أعلن «إن عدداً من المسؤولين الأوروبيين يريدون تصعيد النزاع الأوكراني والارتقاء به إلى مستوى جديد، بحيث إنه لم يعد نزاعاً غير مباشر، بل هو نزاع مباشر بين روسيا وحلف الأطلسي».

في يوم 1 سبتمبر (أيلول) 1939، باشرت القوات الألمانية اجتياحها للأراضي البولندية معلنة بذلك بداية الحرب العالمية الثانية، وتمكنت من حسم الحرب فيها خلال أسابيع معدودة. فهل يعيد التاريخ نفسه من بولندا أيضاً، أم أن جنون حرب عالمية ثالثة أصبح من الماضي؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yyxeedjm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"