حسن الرداد: «محارب» من حياة الناس

القاهرة: فاطمة علي

أعرب الفنان المصري حسن الرداد عن سعادته بنجاح مسلسل «محارب» الذي عرض في رمضان الماضي، خاصةً أنّه قدم شخصية جديدة عليه، مضيفاً أنّه لم يقصد ما أطلق عليه البعض «اللعب في المضمون» لتقديمه مسلسل شعبي، لكنّه قدم دراما لشخص من دم ولحم، مشيراً إلى أنّه يحاول أن يقدم أعمالاً متنوعة وبعيدة عن توقعات الجمهور.. في الحوار التالي تحدث الرداد عن ردود فعل الجمهور على المسلسل، والرسالة منه، وتفاصيل أخرى:

* كيف ترى ردود فعل الجمهور حول مسلسل «محارب»؟

- ردود الفعل كانت إيجابية عن المسلسل وأيضاً عن دوري فيه، خاصةً أنّه جديد، لذا فأنا أشكر المؤلف محمد سيد بشير الذي قدم مسلسلاً مكتوباً بشكل جيد وجعل كل الشخصيات مؤثرة، وخاصةً شخصية محارب، وهو نموذج لمواطن طموح في الحياة، وبسيط بما تحمله الكلمة من معنى، بعكس بعض النماذج المماثلة التي قُدّت في أعمال أخرى.

* ما الاختلاف في رحلة صعود «محارب»، والتي قُدّمت في أعمال كثيرة؟

- بالتأكيد رحلة صعود شخص بسيط قُدّمت في أعمال عديدة، لكنها هنا رحلة مختلفة، فهي ليست رحلة صعود بالمفهوم الدارج، إذ لم يصل إلى الثراء الكبير، ولم يبدأ حياته من الصفر كما يُقدم في رحلات صعود الأبطال درامياً.

* كيف جاءت فكرة الدعاية للمسلسل عبر فيديوهات أو أغاني قصيرة على «التيك توك»؟

- هي فكرة المؤلف محمد سيد بشير وكانت الفيديوهات عفوية، ففي البداية كانت الفكرة عمل إعلان للمسلسل متسائلاً: ماذا لو الناس بدأت تبحث عن بقية أبطال المسلسل، من خلال فيديو مدته 20 ثانية، أنا فعلياً في البداية لم أتذكر بعض أسماء الفنانين، وفكرت في موضوع الأغنية، وهذه الأغنية عملت رواجاً كبيراً مع الناس.

* هل توقعت رد فعل الجمهور على أغنية «أصحابي وحبايبي»؟

- فكرت في أغنية أصالح بها أصدقائي في المسلسل وشركائي في هذا العمل، فجاءت فكرة هذه الأغنية التي ذكرت فيها كل الأسماء المشاركة في بطولة مسلسل محارب، كما أنّ الحملة التي طرحت قبل المسلسل استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً، وتجذب الجمهور خاصةً أنّ فكرة الحملة كانت ذكية ولم تقدم من قبل في أي عمل تلفزيوني، وهي أن تجعل الجمهور يبحث عن المسلسل قبل عرضه ويبحث أيضاً عن أسماء أبطاله والممثلين المشاركين فيه.

* ما أصعب المشاهد التي قدمتها ضمن أحداث المسلسل؟

- مشهد وفاة أمي في العمل، الفنانة عفاف شعيب، المشهد كان صعباً على نفسي بشكل كبير، فإحساس فقد الأم صادم وصعب لكل إنسان وأثناء التصوير تذكرت مشهد وفاة أمي، لذلك كانت دموعي في المشهد حقيقية، وكان الأمر صعباً لدرجة كبيرة حتى في مشهد الوداع.

{ هل أحداث مسلسل«محارب» مأخوذة من الواقع؟

- في الحقيقة المسلسل مأخوذ من الناس، كما أنّني أعيش مع الناس وأعرف ظروفهم ومشاكلهم، من حياة البشر تستطيع أن تكتب موضوعاً وتختار منهم وتتحدث عنهم، والأشخاص التي نقدمها تكون من حياتهم وتفاصيلهم.

• رسالة العمل

* ما هي الرسالة الأهم التي كنت تقصد توصيلها من خلال أحداث المسلسل؟

- ليست رسالة واحدة، بل هناك رسائل كثيرة وقضايا عدة ناقشها المسلسل، أهمها أنّ كل إنسان لا يترك حقه مهما حدث وأن يعرف أنّ حقه لو ظل وراءه سيحصل عليه، ولكن بشرط أن يكون بالقانون وليس ب «الدراع»، لأنّنا لا نعيش في غابة، حتى لو كان هناك من يحاولون بنفوذهم وأموالهم الاستقواء على الضعفاء، وهي فكرة كانت مهمة جداً أن نناقشها، كما طرحنا أيضاً فكرة الثأر والناس التي تلجأ للسحر لحل مشاكلها.

* البعض قام بتشبيه مسلسل «محارب» بدراما «حق ميت».. ما رأيك؟

- أعتبر أنّ مسلسل «حق ميت» من أنجح المسلسلات التي قدمتها، وهو عمل أحبه جداً وأثر في الناس بشكل كبير، ودائماً الناس كانت تطلب منى عملاً مثله، وعندما قدمت مسلسل «محارب»، بدأت الناس تشعر بروح الدراما التي شاهدتها من قبل، ربما يربط بين «محارب» و«حق ميت»، نوع الدراما التي أحب تقديمها، لأنّ بها شخصيات دم ولحم حقيقية وإنسانيات وأشخاص مكتوبة بشكل يلامس الواقع، ونقابلها يومياً في الشارع وهذا يعجب الناس، بخلاف الشخصيات التي تعتمد على «إفيهات» أو «لزمات» معينة. أعتقد أن «محارب» مثل المسلسلات التي تربينا عليها كأرابيسك وليالي الحلمية والمسلسلات الجميلة التي تعيش في وجداننا.

* يقول البعض أنّك قصدت تقديم «دراما شعبية» من أجل «اللعب في المضمون»؟

- إطلاقاً، فمن الممكن أن تقدم عملاً كوميدياً ولا يكون عملاً جيداً ولا ينجح مثلاً، ومن الممكن أن تقدم عملاً من الدراما الشعبية ويحدث نفس الشيء أيضاً، المهم في ذلك هو تقديم عمل جيد فالأعمال الجيدة تنال النجاح، فهناك أعمال كثيرة حققت نجاحاً كبيراً، وهي ليست شعبية.