في كلمتين: الكتاب والقراءة

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

العناوين الصادرة عن مركز دراسات الوحدة العربية متاحة دائماً في معارض الكتب في الإمارات، وهي عناوين «ثقيلة»، ووازنة بلغة إخوتنا في المغرب العربي. وعلى سبيل المثال لا الحصر: «الكذبة الرومانسية والحقيقة الروائية» للأكاديمي والباحث الفرنسي رينيه جيرار، واعترافات جان جاك روسو، و«البحث عن التاريخ والمعنى في الدين – ميرتشيا إليادة»، وغيرها من مؤلفات لا يستغني عنها القارئ المتخصص وغير المتخصص. ويشار هنا إلى أن هذه الكتب الصادرة عن المركز قد حظيت بدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم.

مشروع «كلمة» الترجماني في أبوظبي، قفز حاجز الألف كتاب أو قريب جداً من هذه المرتبة النشرية العالمية في الإمارات، ومرة ثانية، أمام القارئ كتاب نظيف من الناحية المهنية النقلية من لغات العالم إلى العربية، ونظيف أيضاً فكراً وروحاً وإخراجاً، وينقل قارئه إلى حضارات العالم وجمالياته وفكره الحرّ.

حققت الهيئة العربية للمسرح في الشارقة مكتبة تعددية لثقافة «أبي الفنون» بأقلام عربية وأجنبية، وأوجدت الهيئة ثقافة مسرحية رفيعة لأهل الخشبة والستارة المتخصصين، وللقارئ العادي الشغوف بالمسرح.

النشر في الإمارات، قطاع مكتمل العناصر الاحترافية، وفي قلب هذا القطاع تنهض عملية الترجمة التي يسمّيها البعض «صناعة الحضارات»، بل هي، فعلاً وقولاً، جسر حضارات من دون الحاجة النظرية إلى المصطلحات (الكبيرة الفخمة) التي قد تضيِّع القارئ البسيط (السهل الممتنع) إن أمكن القول، والقراءة فن، وذوق، وأخلاق، وقبل ذلك: تربية وسلوك.

قطاع النشر في الإمارات حقق أيضاً جدوى استثمارية اقتصادية مضافة إلى حركة التنمية المتصاعدة في الدولة، والمهم هنا أن هذا القطاع الحيوي يتوجه في كل مؤشراته إلى ثقافة القراءة في الإمارات كهدف ورؤية وحياة مدنية راقية أساسها صناعة الكتاب.

القراءة في الإمارات هي المبتدأ وهي الأساس، ولذلك، ظهرت في المكان الثقافي والاجتماعي الإماراتي فضاءات منظّمة بالإدارة والتوجيه والدعم المادي والمعنوي والإعلامي، والمقصود بها: شهر القراءة في مارس/ آذار من كل عام، وتحدّي القراءة العربي الذي أوجد جيلاً عربياً قارئاً يبدأ من الطفل، أما الفضاء الثالث فهو عشرية القراءة الإماراتية (2016-2026).. وسوف تضيف تلقائياً إلى هذه الفضاءات: معارض الكتب في الإمارات، ومبادرات النشر، ومؤسسات التوزيع، وفي موازاة كل ذلك، تذهب العديد من التكريمات والجوائز إلى كتّاب وناشرين ودور نشر، وأدباء عرب وأجانب، هم صنّاع الكتاب، وصنّاع القراءة.

دعمت الإمارات بالمواقف والمبادرات والمال هذه القوّة الناعمة، وطرحت مشروعاً عالمياً من أجل المحبة والنبل والجمال يتلخّص في كلمتين: الكتاب والقراءة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59dsj4jb

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"