د.أجيت كومار*
مرض باركنسون هو اضطراب عصبي مرتبط بتباطؤ الحركات، والارتعاش أو الرعاش، والتصلب، وفي كثير من الأحيان فقدان التوازن. يؤثر مرض باركنسون بشكل رئيسي على الأشخاص في عقدهم السادس من العمر، ولكن يمكن أن يحدث في سن العشرين. وتحدث 10% من الحالات قبل سن 40 عاماً.
يُسبب مرض باركنسون موت خلايا الدماغ في الجزء الصغير بحجم الظفر المعروف باسم المادة السوداء، وهو جزء من الدماغ يتعلق بالتحكم في الحركة. تتفاعل الخلايا في هذا الجزء من الدماغ مع مراكز التحكم في الحركة الأخرى من خلال إفراز الدوبامين، وهو مادة كيميائية في الدماغ. عندما تموت هذه الخلايا، يتوقف إنتاج الدوبامين ولا يمكن تنظيم هذه المراكز الأخرى بشكل صحيح بعد ذلك. وهذا يؤدي إلى معظم أعراض مرض باركنسون.
بينما يعود سبب موت الخلايا في المادة السوداء إلى العيوب الوراثية الموروثة في الأقلية الصغيرة من الحالات، يظل السبب مجهولاً في معظم الحالات. يُعرف أن السموم البيئية، وبعض العدوى الفيروسية تسبّب أعراضاً تشبه تلك المرئية في مرض باركنسون، ولكن لا توجد أدلة على أن هذه العوامل هي المسؤولة في معظم الحالات.
أكثر الأعراض الأولية شيوعاً هي التشنج في الراحة بشكل متقطع في يد واحدة، أو أحياناً في الساق. في بعض الأحيان، الأعراض الأولية هي تقليل تأرجح الذراع في جانب واحد أثناء المشي. قد يحدث أيضاً تغيير في الخط اليدوي بشكل يتمثل في صغر الحروف أو عدم الوضوح. التظاهرات الشائعة الأخرى تشمل التحركات البطيئة. فقدان التوازن بسبب عدم الاستقرار الوضعي هو مشكلة أخرى، وغالباً ما يكون سبباً للإعاقة. يتطور هذا عادة بعد بضع سنوات من بدء الأعراض الأخرى. قد يكون هناك صعوبة في بدء المشي، وعدم القدرة على المواصلة، قد تظهر بعض الأعراض الحسية مثل الخدر والألم، والإمساك، وزيادة تكرار التبول، والعجز الجنسي، والدوار بسبب انخفاض ضغط الدم عند الوقوف، واضطرابات التعرق. يحدث الاكتئاب في نصف مرضى مرض باركنسون. قد تحدث صعوبات في الذاكرة والتخطيط والحساب في ثلثي المرضى في مراحل متقدمة. مرض باركنسون تطوري بشكل لا يمكن إيقافه على الرغم من وجود بعض الأدلة على أن معدل التطور يبطئ بالفعل بعد العقد الأول.
يمكن علاج مرض باركنسون باستخدام الأدوية والجراحة والعلاجات غير الدوائية.
الجراحة الرئيسية المستخدمة حالياً لعلاج مرض باركنسون هي التحفيز العميق للدماغ. في هذه العملية يتم زرع قطب في الدماغ لتقديم تحفيز كهربائي عالي التردد مستمر إلى بعض الهياكل الدماغية التي تتحكم في الحركة.
* استشاري أمراض الأعصاب - مستشفى إن إم سي رويال، الشارقة
