قراءة في مؤلفات نجيب الشامسي

رأس الخيمة: عدنان عكاشة

صدر عن وزارة الثقافة والشباب ودار سويد كتاب «عندما يورق الإنجاز.. قراءة في مؤلفات نجيب عبد الله الشامسي»، للدكتور هيثم يحيى الخواجة، الذي يُواصل مشروعاً بدأه منذ ربع قرن، ويقوم برصد إنتاج المبدعين الإماراتيين، الذين تركوا أثراً طيباً، سواء في العمل التطوعي أو في الإنجاز الأدبي الإبداعي.

يقع الكتاب في 162 صفحة من القطع المتوسط، ومما جاء في مقدمته: «إن قناعتي بإنجاز الباحث الموسوعي والمسرحي، نجيب عبد الله الشامسي، هي التي دفعتني إلى هذه السيرة.. وإن مسوّغ كتابة مثل هذه المقاربات هو توجه أدبي وحضاري من جهة، وقبل ذلك هو هدف إنساني يسري في عروقه الاعتراف بالإبداع وتثمين العطاء النوعي، الذي قضى فيه صاحبه زمناً طويلاً لكي يترك أثراً طيباً».

ويُؤكد المؤلف أن محطات الإبداع عند نجيب الشامسي غنية وثرية ومفعمة بالعطاء والتعبير عن حب الوطن والتراث والمسرح والعمل الموسوعي والاقتصاد. ويُشير إلى أنه لم يتطرق إلى بحوث الشامسي ودراساته وكتبه الاقتصادية، من منطلق الإيمان بالمثل (أعطِ القوس باريها)، ولكونها تحتاج إلى كتاب خاص، مُكتفياً بذكر بعض الأقوال، التي نشرها، والتي تحمل ملامح رؤيته الاقتصادية.

ويتناول الخواجة طفولة الشامسي وصباه وتعليمه، ثم ينتقل إلى المناصب، التي شغلها، وكان آخرها مدير عام الإدارة العامة للدراسات والبحوث والنشر بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون ومستشار الأمانة العامة.

ويتوقف المؤلف عند إنجازات نجيب الشامسي في حقل التراث، وعلى رأسها كتابه المعروف (الألعاب والألغاز الشعبية في الإمارات العربية المتحدة)، وكتاب (شياطين الفريج)، بجانب كتاب رأس الخيمة حاضرة المستقبل، وموسوعة رأس الخيمة، بأجزائها الثلاثة، والتي حظيت بثناء وتقدير المؤلف؛ لما تتضمنه من معلومات ثرية ومهمة وصور تراثية ورُؤى فكرية تربط الحاضر بالماضي، مُلتفتاً إلى الجهد المبذول لإنجاز الموسوعة، حيث لم يترك شاردةً ولا واردة في تاريخ رأس الخيمة إلا وأنار عليها، وقال الخواجة: «في الموسوعة ضوء مبهر يوازي الشمس، ينير على مفاصل وجسد وتضاريس إمارة تستحق الوفاء».

وعن تجربته المسرحية قارب الخواجة مسرحيات الشامسي، وتحدث عن الركائز الفنية فيها، مثل مسرحيات: (كش ملك، وطن للبيع، يحدث بعد منتصف الليل، مقبرة الضمائر، مدرسة المعيدين، الدرجة السياحية، طوي خلفان)، وفي فصل «رؤية عامة في مسرحيات الشامسي»، يقول د. هيثم الخواجة: «إن مسرحيات الشامسي تنهل من الواقع والظروف الاجتماعية، فهو ماهر في اقتناص الفكرة ومعالجتها».